رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة طلاب «طب قصر العيني» في الحصول على العظام

فيتو

تبدأ معاناة طالب الطب بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، في السنة الأولى من الكلية، بدراسة أربع مواد منهم مادة التشريح الأناتومي؛ يدرس الطلاب مادة التشريح على سنتين السنة الأولى والثانية، إلا أن أكبر مشكلة تواجه الطلاب بعد أزمة دخول المشرحة هي الحصول على العظام، فيحتاج طلاب الفرقة الأولى إلى عظام الفخدين والذراعين، كما يحتاج طلاب السنة الثانية إلى جمجمة؛ وتستعرض "فيتو" الأماكن التي يحصل منها الطلاب على العظام.


رعاية الشباب
توفر إدارة رعاية الشباب بالكلية لطلاب غير القادرين وأبناء موظفي الدولة، فرصة استعارة العظام من الإدارة إلى انتهاء العام الدراسي.

يقدم الطلاب صورة من بطاقة آبائهم، وما يثبت عملهم بالجهات الحكومية، ثم بحثا اجتماعيا يثبت حالة المادية لأسرة، يستعير الطالب العظام ويسلمها في نهاية السنة مع بداية الامتحانات.

الأسر والاتحاد
يحاول اتحاد طلاب كلية طب قصر العيني، توفير العظام من خلال التواصل مع دفعات القديمة لإتمام صفقات البيع بين طلاب الجدد والقدامي، ويصل سعر عظام الفخدين والذراعين إلى 400 جنيه، بينما يصل سعر الجمجمة إلى 700 جنيه.

توفر بعض الأسر فرصة استعارة العظام مثل أسرة سنابل؛ تتواصل الأسرة مع الطلاب القدامى لشراء العظام ثم تقوم بإعارته لطلاب الجدد مقابل 130 جنيها وبعد انتهاء السنة يعيد الطلاب العظام ويحصلون على مبلغ 100 جنيه. 

العظام البلاستيك
يلجأ بعض الطلاب إلى شراء عظام بلاستيك من محال الأدوات الطبية المواجهة للكلية، وبالرغم من انخفاض سعر هذه العظام مقارنة بالعظام حقيقية، إلا أن الطلاب لا يفضلونها لاختلاف شكلها عن الطبيعية وسهولة كسرها.

يصل سعر العظام البلاستيك إلى إلى نحو 200 جنيه، بينما يصل سعر الجمجمة البلاستيك العادي 170، أما المرقمة فتصل إلى 285 جنيها والملونة بمبلغ 300 جنيه.

عمال المشرحة
يقوم بعض عمال مشرحة ببيع عظام المشرحة، ومنهم أحد العمال، الذي يحصل على مبلغ 420 جنيها مقابل الصفقة الواحدة؛ بينما يبيع الجمجمة بمبلغ 750جنيها؛ وتتفاوت هذه الأسعار من عامل لآخر وحسب الاتفاق بين الطالب والعامل-بحسب الطلاب-.

حكايات جماجم الطب
ولا تنتهي معاناة الطلاب عندنا إتمام صفقة شراء العظام، بل تمتد لتعايش مع عظام الموتي لمدة سنة كاملة أو أكثر، وخاصة أن رائحة العظام كريهة جدا؛ حتى إن بعض الأسر تفضل إبقاء العظام في بلكونة المنزل، ومنع وجودها في الغرف المعيشة والنوم؛ يشتكي طالبات المدنية الجامعية واللاتي يسكن مع طالبات طب من وجود هذه الهياكل العظمية فهي مصدر لنشر الخوف لديهن؛ تنتهي محنة طلاب الطب مع العظام ببيعه لطلاب الدفعات الجدد في السنة التالية.

قال أسماء أحمد، طالبة الطب: "لم أذاكر على هذه العظام إلا في نهاية السنة؛ وقد رفضت أمي دخول العظام إلى الشقة وأبقت عليها في بلكونة المنزل".
الجريدة الرسمية