رئيس التحرير
عصام كامل

قطارات الفيوم «خرابة متحركة».. (تقرير)

فيتو

 تعد محطة قطار الفيوم من أقدم المحطات في مصر، فعمرها الآن 120 عامًا بالتمام والكمال، فقد أنشأها الخديوي إسماعيل في عام 1866 بعد 12 عامًا من إنشاء أول خط سكة حديد في مصر، والذي بدأ إنشاؤه عام 1854، وكان الخديوي أنشأ سكك حديد الفيوم لنقل إنتاج مصانعه بسنورس وأبشواي، إلا أنها تطورت لنقل الركاب بعد ذلك، من مدينتي أبشواي وسنورس وقراهما إلى مدينة الفيوم، ومن الفيوم إلى مركز الواسطى ببني سويف.


ثم أزيل خطا أبشواي وسنورس ليظل خط «الواسطى – الفيوم»، ولكن كفاءته تتضاءل يومًا بعد يوم حتى وصل الآن إلى ما يشبه الخرابة المتحركة.

اقتصر ركاب قطار الفيوم على عمال ورش أبو راضي، وأهالي قرى العدوة والعامرية وسيلا والناصرية وطلاب مدينة الواسطى بجامعة الفيوم، ويخدم القطار من 5 آلاف إلى 8 آلاف يوميًا.

ورغم أن معظم ركاب القطار من العاملين بورش السكة الحديد بأبو راضي، إلا أن معظم الجرارات والعربات متهالكة، ويبدو أنها تلك القطارات التي خرجت من الخدمة بخطوط الوجهين البحري والقبلي لانتهاء أعمارها الافتراضية، فبعضها تحتاج إلى شحن بطارياتها في محطتي القيام والوصول، وغالبًا لا تصل كل قطارات «الفيوم – الواسطى» في مواعيدها المحددة، سواء لأعطال في الجرارات أو لضعف الجرار نفسه وسيره بسرعة أقل من المقررة.

وأكد مصدر بورش أبو راضي، أن الجرارات والعربات التي تعمل على خط الفيوم حالتها سيئة وأعطالها كثيرة، لأنها بالفعل انتهى عمرها الافتراضي ومازالت في الخدمة، ومعظمها من طراز "هنشل"، وهو ألماني الصنع ومازال في الخدمة منذ أكثر من 40 عامًا رغم أن كفاءته لا تتناسب مع هذا العصر.

وأوضح المصدر أن الكارثة الكبرى في خط الفيوم تقع في المسافة بين بلوك العامرية ومحطة الروس، حيث تنص تعليمات الهيئة على ألا تزيد السرعة في هذه المسافة التي تبلغ ثمانية كيلومترات في الساعة، وهذا معناه أن نقطع هذه المسافة في ساعة كاملة رغم أن الخط كله مسافته لا تزيد عن 55 دقيقة ويرجع السبب في ضرورة البطيء في هذه المنطقة إلى "القضائي" أو شرطة السكة الحديد لأنهم يتركون هذه المنطقة للصوص الذين يستولون على الفلنكات ومسامير القضبان مما يعرض القطارات للانقلاب، والمشكلة أن اللص يستولي على المسامير ويضع على القضيب كمية من الرمال ليصعب السائق رؤيتها مما يعرض القطار للانقلاب.

وتابع: "أيضا هناك كارثة ينتظرها سائقو قطارات الفيوم عند تحويلة مصنع سيماف التابع لسكك حديد مصر، هذه التحويلة معين عليها عامل في ورديات على مدى 24 ساعة يوميًا لكن العمال لا يستطيعون أن يوجدون بسبب عمليات البلطجة التي يتعرضون لها، وتعتمد القطارات في هذه المسافة التي لا تزيد عن 200 متر على المعداوي، وهو شخص يستقل القطار بجوار السائق قبل التحويلة ويوجهه حتى يتعداها، وسبب الاعتماد على المعداوي أن أحد عمال التحويلة تركها دون إعادتها إلى طريق الفيوم، فوجد سائق القطار نفسه يدخل إلى مصنع سيماف بالركاب".
الجريدة الرسمية