شباب المراغة ونواب البرلمان !
تابعت خلال الأيام الأخيرة حملة شرسة من مجموعة ليست قليلة من شباب المراغة بمحافظة سوهاج ضد أعضاء مجلس الشعب؛ وذلك بسبب عدم قيام أعضاء البرلمان بتحقيق طموحات الشباب في المراغة.. هذه الحملة التي أظهرتها مواقع التواصل الاجتماعي لا أعتقد أن وراءها أغراضًا لأن من يكتب عبارات عفوية نابعة من شباب لا يرغب سوى المنفعة والصالح العالم للبلد الذي يعيش فيه وتوسم خيرًا في أعضاء مجلس الشعب.
وتعليقي على مثل هذه المواضيع قد يكون حساسًا جدًا بالنسبة لي لسببين الأول هو وجود أحد أقاربي كعضو مجلس الشعب وهو جبالي المراغي، والثاني يتمثل في علاقتي الطيبة بالثنائي همام العادلي وهشام الشطوري.. ولكن هذه الحساسية والعلاقة الطيبة ليست لها علاقة بعرض وجهة نظري الخاصة حول هذه الحالة من الغليان الموجودة بين قطاع كبير من شباب المراغة التي هي بلدي.
قد يفاجأ البعض عندما يجدني أقول إنني لا أجد مبررًا واحدًا منطقيًا لهذه الحالة من الغليان بين الشباب لسبب بسيط جدًا هو أنني توقعت ذلك قبل انتخابات البرلمان وقلت للكثيرين من المقربين لي إن الشباب سيبدأ التذمر والانتقاد ضد أعضاء البرلمان بعد 6 شهور فقط من نجاحهم.. أنا لا أتوقع الغيب ولا أضرب الودع ولكن هذا هو الوضع الذي رأيته أمام عيني.. فعضو البرلمان في السابق يختلف عن عضو البرلمان في الوقت الحالي.. ووضع البلد مختلف أيضًا.. وطريقة تقديم الخدمات مختلفة.. وطريقة تفكير النواب في تقديم الخدمات اختلفت أيضًا.
فشباب المراغة معذور.. لأنه متحمس ولا يحلل الواقع ولا ينظر إلى المستقبل بشكل منطقي وواقعي.. فعضو البرلمان الحالي لا ينفع إلا نفسه وأقرب المقربين له فقط.. ليس لأنه أناني، ولكن لأن الوضع لا يساعده إلا على ذلك.. فعلى سبيل المثل لا يوجد عضو مجلس شعب قادر على الحصول على وظائف في الحكومة؛ لأن الوظائف أصلا غير موجودة وهو عكس ما كان في السابق.. ثم أن موضوع الوظائف حاليًا يعتبر الشغل الشاغل لكل من هم حول أعضاء البرلمان.. لأنه ببساطة شديدة على سبيل المثل هناك شخص في المراغة يدعى الدكتور سامي فتحي سوس يفعل ما لا يفعله أي عضو.. بل أعضاء البرلمان يعتمدون عليه في الكثير من الخدمات..
وهناك شخص يدعى خلف فرغل في الإدارة التعليمية هو عندي أنا مثلا أفضل من 100 عضو برلمان.. لأنه يقضى مصالح الناس كلما استطاع بالمحبة والود.. ومن يرغب في تأشيرة محافظ أو وكيل وزارة أو مدير إدارة أو حتى وزير، هناك الكثيرون الذين يأتون بهذه التأشيرات من الأشخاص العاديين الذين يرتبطون بعلاقات طيبة هنا وهناك بل على العكس هؤلاء يأتون بتأشيرات صريحة عكس التأشيرات الروتينية التي يأتي بها نواب البرلمان.. أما في حالة حدوث مشكلة في قسم الشرطة كما تعودنا في الصعيد فأصبح الوضع مختلفًا تمامًا؛ لأن تجاوزات الشرطة لم تعد كما كانت بل لو حدثت لا تحدث بالشكل المؤسف في صعيد مصر على اعتبار أن العائلات والقبليات هي التي تحكم.
إذًا شباب المراغة ليس عنده حق في هذه الحملة لأنه يطلب من نواب البرلمان ما هو في غير استطاعتهم على الرغم أنهم "نواب البرلمان" يتباهون ليل نهار بالجلوس مع الوزير الفلاني والمسئول العلاني.. وفي نفس الوقت نواب البرلمان معذورون لأن ما بين أيديهم وما هو أمامهم بعد الانتخابات يجعلهم لا يفكرون إلا في أنفسهم والمقربين فقط.. فما يحصلون عليه وما يتفقون عليه وما يحققونه من مصالح خاصة يفوق كل التوقعات.. أما في حالة حل مشكلات عامة في الدوائر فيتم الاعتماد على الكلام المعسول الروتيني الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
يا شباب المراغة.. أنا واحد منكم.. لا تتعشموا أو تنتظروا ما هو غير منطقي.. فالمشاريع التي ترغبون في إنهائها مثل المستشفى والكوبري والصرف الصحي هي مشاريع دولة مرتبطة بميزانيات دولة وعضو البرلمان لن يفعل سوى التهليل والتلميع عندما تقرها الدولة.. أما غير ذلك فيعتبر ( هجص في هجص )..
يا نواب المراغة الكرام.. انظروا بعين الاعتبار إلى الشباب حتى لو بكلمة طيبة بشرط ألا تعتمدوا على الوعود الزائفة.. اذكروا لهم الحقيقة ولا تستخدموا أسلوب الوعود غير الحقيقية والمسكنات الوقتية لأن آثارها السلبية أكبر في المستقبل.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!