امتناع طفلك عن الحديث مع الآخرين.. مرض سهل العلاج
تشكو بعض الأمهات من صمت أطفالهن عند وجود أي غرباء، حتى إن كانوا من الأقارب والأصدقاء، وأحيانًا في المدرسة ومع المدرسين، في حين أنه يتحدث بشكل طبيعي مع أفراد أسرته، مما يصيب الأمهات بالقلق.
وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أن هذه الحالة يُطلق عليها في علم النفس «الصمت الاختياري»، وهو مرض له العديد من الأعراض كالصمت عندما يلتقي بالغرباء مثل المدرس أو الطبيب، كذلك رفضه الذهاب إلى المدرسة، أو البكاء الشديد في الصباح قبل الذهاب للمدرسة، وحالات العناد الشديد التي تظهر على الطفل، والتوتر والعصبية التي تظهر عليه في مواقف لا تستحق، وقد يصل الأمر إلى تجنب الطفل النظر أو حتى الابتسام لمحدثه.
تضيف "سهام" أن هناك العديد من الأسباب لإصابة الطفل بهذا المرض النفسي، ومنها ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالخجل الشديد نتيجة للتنشئة الخاطئة، واضطراب اللغة، ومشكلات التحدث مثل "التاتأة"، وكذلك التدليل الزائد.
إلى جانب ما سبق هناك أسباب أخرى، مثل معاناة الطفل من المشكلات العائلية والشعور بعدم الاستقرار والأمان، والحد من العلاقات الاجتماعية بحيث لا يُسمح للطفل بالاتصال بالآخرين، والمعاملة القاسية من قبل الوالدين كالضرب والعنف.
وتوضح "سهام" أنه لابد من تحديد السبب وراء إصابة الطفل به في البداية، فإن كانت الصراعات الأسرية هي السبب فلابد من حلها أو على الأقل عدم إثارتها أمام الطفل، وإن كان هناك شخص بعينه هو السبب لابد من حل الأزمة التي بين الطفل وهذا الشخص من خلال اختصاصي.
وتؤكد الخبيرة النفسية أن هناك أساليب كثيرة للعلاج من هذا المرض، كاللعب، أو العلاج بالرسم، بالإضافة إلى بعض الأساليب الموجهة من الأسرة كالمكافأة والحرمان، مع ضرورة عدم التحدث عن مشكلة الطفل أمامه مع الآخرين، وكذلك عدم دفع الطفل إلى الكلام بالقوة.