رئيس التحرير
عصام كامل

ومتي ستذهب إلى كفر الشيخ يا رئيس الوزراء ؟!


تعالوا بالبلدي نجيب من الآخر.. ونفترض أن 300 لص أو مجرم أو مسجل خطر اشتبكوا معا، فسقط ما يقرب من 200 قتيل.. ألن يذهب وزير الداخلية إلى هناك؟ ألن يذهب النائب العام؟ ألن يذهب وزير الصحة؟ ألن يقرر رئيس الوزراء منح الأمر أهمية أكبر ويعطي انطباعا أن أرواح المصريين حتى لو كانوا مذنبين تهم الحكومة وخصوصا أن هناك 300 أسرة وعائلة وحي وقرية يعيشون في حزن وألم ودموع وبكاء بعد فقدانهم لعائلهم أو لأحد أبنائهم؟! فما بالكم أن الضحايا ليسوا قتلة ولا لصوص ولا مسجلين خطر وليسوا إلا مخالفين للوائح والقوانين وأصبحوا بين يدي ربهم؟!


تعالوا نجيب من الآخر مرة أخرى: شئنا أم أبينا.. بقصد أو من دون قصد.. سيربط الناس بين حادث أتوبيس المدارس بالبحيرة وكيف كان المهندس إبراهيم محلب هناك بعد ساعتين هي مسافة استدعاء السيارة والاعتذار عن المواعيد وزمن الطريق.. وشئنا أم أبينا سيربط الناس بين زيارات المهندس محلب إلى كل حادثة طريق وكل مشكلة جماهيرية كانت تتطلب أن تشعر الحكومة الأهالي بأنها تحنو عليهم وتهتم بهم وتأسف لما جري لهم..وكان نصف الألم عند الناس يشفي بمجرد إظهار هذا الاهتمام !

ونجيب من الآخر مرة أخرى ونسأل: كيف وصل هذا العدد من غير المصريين إلى كفر الشيخ ؟ وكيف ومتي التقوا السماسرة وتجار الموت واتفقوا ودفعوا عرابين السفر؟ كيف لم يلفت ذلك مخبري المباحث؟ وماذا لو كانوا ذهبوا لعمل إرهابي؟ هل البلد مستباحة هكذا ؟ وكيف لا ولم يوضع سماسرة الموت هؤلاء تحت المراقبة؟ وكيف لم تخترق المباحث هذا الوسط حتى الآن؟ وكيف لا يوجد خط سير وتحرك كل السفن والمراكب في كفر الشيخ؟ وكيف انتظر مائة شخص في عرض البحر للحاق بالسفينة المنكوبة؟!

تعالوا نجيب من الآخر مرة أخرى..هل اتصل رئيس الوزراء أو سأل كل المحافظين عن البحث عن حلول عاجلة للمشكلات التي في محافظاتهم؟ هل التزم بتعليمات الرئيس في هذا الصدد وأن المحافظ رئيس جمهورية في محافظته؟ هل تابع مع محافظ أسوان مشكلات الثأر بين القبائل هناك ومعها النوبة وبحيرة ناصر؟ وهل سأل محافظ القيلوبية عن حوادث الطريق السريع ؟ وهل سأل محافظ البحر الأحمر عن أراضي الدولة؟ وهل سأل محافظ الدقهلية عن بحيرة المنزلة ومشكلات الصيادين ؟ وهل سأل محافظ أسيوط عن المنطقة الصناعية هناك؟

وهل سأل محافظ سوهاج عن مشكلات مدينة الكوثر الصناعية؟ لو كان سألهم لكان تابع مع محافظ كفر الشيخ أزمة الهجرة غير الشرعية وطلب منه الاجتماع بالصيادين والمسئولين عن السواحل وبحث معهم الأزمة؟ لو حدث ذلك ما جرت الكارثة بعد ساعات من مباهاة الرئيس السيسي أمام العالم بدور مصر وتعهده بلعب دور أكبر ومهم في مواجهة الهجرة غير الشرعية فكان ما كان من حرج كبير وفضيحة دولية!

من الآخر..نتكلم عن رئيس الوزراء وكيف لم يذهب حتى الآن وهناك كارثة لـ 300 أسرة وقرية وعائلة وحي.. هل تعرفون أنه لا رئيس الوزراء ولا أي وزير ذهب ؟ نعم..لا وزير الإدارة المحلية ولا الصحة ولا أي وزير آخر..ولم نشهد أداء ثقيل إلا من محافظ البحيرة التي غرقت السفينة أمام سواحل محافظته وقبله وبعده القوات المسلحة التي تمت الكارثة داخل المياه المصرية وبالتالي فلا تتحمل المسئولية حيث لم يتجاوز أحد الحدود الإقليمية وإنما تحملت عبء الإنقاذ كاملا بدعم الأهالي.
عدم إقرار مبدأ الثواب والعقاب أمر كارثي..وسوف يؤدي إلى تكرار الكوارث..
اللهم بلغت..اللهم فاشهد..
الجريدة الرسمية