«وزير المالية» لـ «سطوطة الفنجري»: مرتبات الأموات هي سبب عجز ميزانية الدولة
أنا سيدة مدخنة.. والمحيطون بى يعلمون ذلك.. أدخن السجائر بشراهة.. علبتى سجائر يوميا.. ودى طبعا ميزانية ضخمة تقترب من الـ 2000 جنيه شهريا خاصة أن سعر علبة السجائر المستوردة وصل إلى 30 جنيها.
جلست منذ أيام أحاسب نفسى على كل هذا الإنفاق، فوجدتنى ليس لى ذنب في تلك المشكلة وإنما الذنب كل الذنب على الحكومة التي تتمادى بطريقة مستفزة في رفع أسعار الأشياء التي نحبها دون أن ترفع رواتبنا.. فأنا أحب السجائر لدرجة الإدمان.. وأحب القهوة التي كنت أشترى الكيلو منها بـ 100 جنيه ليقفز فجأة إلى مائة وثلاثين جنيها تحت زعم أن سعر الدولار قد ارتفع.. وأحب الماكياج لدرجة الجنون رغم أننى وبشهادة الجميع مُزة طحن لكن النصيب بقى أو قصر نظر الرجالة اللى خلانى أحمل لقب عانس وسعر الماكياج زاد بنسبة 50 % تقريبا والسبب برضو زيادة سعر الدولار.. هذا بالإضافة لزيادة سعر كروت الشحن وآدى اللى كان ناقص يعنى حتى المعاكسات هتتلغى بالصلاتو على النبى..
المهم إنى قررت أن أذهب للسيد وزير المالية.. وعلاقتى بالسيد «عمرو الجارحى» وزير المالية لا تتعدى العلاقة السماعية.. فأنا أسمع عنه وأتابع أخبار وزارته وهو يسمع عنى ويتابع مقالاتى وحواراتى مع زملائه من الوزراء والمسئولين.. طلبت الرجل تليفونيا فرحب بى ووافق على اللقاء دون تردد وداخل مكتبه كان لى معه هذا الحوار:
قلت: يعنى إنتو ناويين تكرهونا في أم فنجان القهوة والسيجارة اللى بنشربها سعادتك!
قال: ليه بس البداية دى ياست الكل؟!
قلت: الشعب خلاص تعب يا باشا.. دا حتى النفسين اللى بيفرغ فيهم همه عايزين تحرموه منهم!
قال: الحكومة مضطرة تعمل كدا يا هانم.. لازم الأسعار تزيد علشان نعرف نمشى البلد دى!
قلت: والبلد ماتمشيش غير على حساب الغلابة ولا إيه يعنى معاليك؟!
قال: ماهو الغلابة دول هما المواطنين اللى بيستمتعوا بالحماية والأمن والدعم كمان.. وثانيا إحنا عندنا مرتبات بالمليارات كل شهر لازم تيجى.. أمال إحنا عملنا قانون القيمة المضافة ليه وزودنا الضرايب ليه بقى!
قلت: وكمان خد عندك الغرامات بتاعة المخالفين بصوامع القمح وأصحاب الأراضى المنهوبة.. يعنى زمان خزينة الدولة مليانة فلوس يامان!
قال: إحنا فعلا بنحصل فلوس كتير من المواطنين خاصة بعد زيادة أسعار الكهرباء والمياه وكروت الشحن والسجاير وخلافه.. لكن صدقينى مش عارفينها بتروح فين.. المرتبات بلاعة ياهانم بتبلع كل اللى جاى.
قلت: مرتبات الأحياء ولا مرتبات الأموات؟!
قال: تصدقى ياست الكل أن مرتبات الأموات هي سبب عجز ميزانية الدولة!
قلت: إزاى دا بقى؟!
قال: أصل دا موضوع كبير يطول شرحه بس معلش مش للنشر!
قلت: أوك سرك في بير.. وأنا فعلا قررت أحفظ السر، لكن صديقى النائب السابق «البدرى فرغلى» فضح الدنيا فتابعوه معى في الحلقة القادمة!