بالفيديو.. محاكمة سياسية لـ «ضحايا مركب رشيد».. تامر أمين: «اللي عايز ينجح في بلده هينجح»..عجينة: «أهاليهم باعوهم بحفنة دولارات وملهومش دية»..السيد: «بيروحوا يفضحونا
خلف ضحايا مركب رشيد الغارقة قبالة سواحل محافظة البحيرة، مأساة كبيرة بعدما ضاق بهم الحال واشتدت عليهم صعوبات الحياة، فوجدوا أنفسهم أمام خيارين إما الرضا بالأمر الواقع أو العيش بمأساة الفقر، أو تعريض حياتهم للخطر على أمل النجاة وحصد ثروات من سفر، غلبت احتمالات الموت فيه على النجاة، وبعد أن وجدوا البحر أمامهم والفقر خلفهم، قرروا اقتحام البحر هربا لبلاد الغربة، فشاء القدر أن تنضم أسماؤهم لقوائم المهاجرين غير الشرعيين، ليترك من رحل منهم حزنا لن تمحوه الأيام بين أهله ويحيا من نجا نادما على محاولة فاشلة للسفر.
ورغم ما تعرض له ضحايا مركب رشيد من مآس، إلا أن أرواحهم لم تنج من هجوم السياسيين والإعلاميين، لتتحول حياتهم الضائعة إلى أزمة تلوكها ألسنة المحللين الذين انطلقوا يدشنون محاكمة سياسية للمهاجرين، دون الحديث عن دور الدولة في توفير فرصة عمل تكفل حياة كريمة.
اللى عايز ينجح هينجح
الإعلامي تامر أمين علق على ضحايا الهجرة بالقول "شباب ماتوا لرغبتهم في الثراء السريع"، مضيفا خلال تقديمه برنامج "الحياة اليوم" المذاع على فضائية الحياة، أن هناك من يقول الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن، وهذا ما يدفع الشباب للسفر خارجًا والمخاطرة بحياته مقابل الوصول لساحل دولة يعتقد أنه وطن.
وتعجب من أقوال بعض الناجين من الغرق حول قيامهم بالاستدانة ودفع 50 ألفا مقابل السفر: "اللي بيستلف الفلوس عشان يسافر طيب يعمل بيها مشروع ويشتغل، اللي عايز ينجح هينجح واللي عايز يتعلم صنعة وحرفة هيتعلم، وبعدين يفتح ورشة صغيرة، أحنا عايشين في بلد اللي عايز يعمل فلوس بيعملها واللي عايز يكسب بيكسب".
طموح زائد
أما وهدان السيد، المتحدث الرسمي باسم محافظة البحيرة، فقد رفض تحميل الدولة وحدها مسئولية هروب الشباب للخارج بطرق غير شرعية؛ للبحث عن العمل، قائلًا: "نوفر العديد من فرص العمل لكن الشباب لديهم طموح زائد"، على حد قوله.
وقال «السيد» في مداخلة هاتفية لبرنامج «صباح أون»، الذي يعرض على فضائية «أون تي في»، إن "أعمار الضحايا تتراوح من 18 إلى 29 عامًا، وكثير من الضحايا حديثو التخرج من الثانوية العامة".
ملهومش دية
وأثار تعليق النائب إلهامى عجينة، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، على ضحايا الهجرة غير الشرعية غضب العامة، حيث أكد على أن المسئولية الأولى والأخيرة في حادث مركب الهجرة غير الشرعية بسواحل رشيد، التي راح ضحيتها أكثر من 40 غريقًا، تقع على أهالي الضحايا، قائلًا: "كل أم بتعيط على ابنها اللى غرق نقولها عيب ما تعيطيش أنتى بعتى ابنك علشان حفنة دولارات".
وأضاف "عجينة" في تصريح صحفي: "المفروض الابن اللى يسافر بشكل غير شرعى ويتمسك أو يموت يُعاقَب والده، ولو الشاب سافر من ورا أهله أو غصب عنهم «مالوش دية ماتزعلش عليه»، قائلا: لو الحكومة سهلت السفر ده وقالت للشاب اهرب في المركب دى وغرقت، نحاسب وقتها الحكومة، إنما اللى يجب أن يُحَاسَب هو والده أو والدته.
وأشار "عجينة"، إلى أن الشباب يحاولون الهجرة بشكل غير شرعى من أجل وهم غير مضمون، معقبًا: "محدش يقول لى إن واحد بيرمى بابنه أو بنفسه إلى التهلكة بهذا الشكل، وتقول لى علشان مش لاقى شغل في مصر أو علشان لقمة العيش!.. غير منطقى إن لقمة العيش تخلينى أنتحر".
بيروحوا يفضحونا
ولم يتوقف الأمر على ذلك فحسب، ولكن علق "حسن السيد" عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن بمحافظة الشرقية، "إن الشباب المصرى الذين يسافرون من خلال الهجرة غير الشرعية يفضحونا هناك لأنهم بيتسولوا، ويشتغلوا أعمالا متدنية للغاية".
وتابع "وهناك إحدى قرى الشرقية أصبحت تحتوى على أبراج عالية نتيجة سفر بعض الشباب إلى بعض الدول الأوروبية والعمل في أعمال "تسول وسرقة وغيرهما، وهذه مصيبة سودة"، مضيفًا أن بعض الدول الأوروبية تمنع مغادرة الشباب أو ترحلهم إلى بلادهم فور تواجدهم على أرضيها، وهو ما يجعل الشباب تذهب إلى هناك بسرعة عالية.