رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي بين ترامب وهيلاري (2)


إذا كان من الصعب إلغاء تأثير الملابسات التي اكتنفت ترتيب لقاء الرئيس السيسي بكل من هيلاري كلينتون وترامب على ما تمخض عنه هذا اللقاء، فإن الأكثر صعوبة استبعاد تأثير ما دار فيه على نتائجه.


فبينما خصص ترامب جل حديثه مع السيسي على تقوية ودعم العلاقات المصرية الأمريكية إذا فاز في الانتخابات وصار رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الإرهاب، فإن هيلارى اهتمت أن تتحدث مع الرئيس السيسي حول ما تراه خلافا بين مصر وأمريكا الآن وتحديدا فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان واهتمت أكثر بالإعلان عن ذلك..أي بوجود خلافات بينهما إذا صارت رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية والرئيس السيسي.

لذلك من الطبيعى أن يتفاوت شكل التصريحات التي يقولها السيسي حول قدرة كل منهما لتولى منصب الرئيس في أمريكا، رغم أن جوهر هذه التصريحات كان واحدا وهو أن كلاهما قادر على ذلك.. وهذا ما عاد وأكده كل من المتحدث الرسمى للرئاسة المصرية ووزير الخارجية المصرى..أي أنه من الخطأ اعتبار ما قاله الرئيس السيسي حول أن كلام المرشح في الانتخابات يختلف عن كلامه إذا ما فاز وصار مسئولا انحيازا لترامب.. فإن من حاولوا في مصر تفسير هذا الكلام بأنه انحياز لترامب هم أنفسهم يرددون كلام السيسي، وهم يتناولون بالحديث موضوع الانتخابات الأمريكية.. بل إن ترامب نفسه وهو ما زال مرشحا لا يقول ذات الكلام الذي كان يتحدث به من قبل، وتحديد كلامه المعادى للمسلمين وعزمه طردهم من الولايات المتحدة أو منعهم من دخولها..

ولكنه إذا شئنا الصراحة هو التربص الذي يمارسه هؤلاء تجاه السيسي..والذي يحسم هذا التربص أن الذين لاموا الرئيس المصرى على كلامه حول ترامب هم من دأبوا على توجيه اللوم له دوما مؤخرا سواء تحدث أو لم يتحدث.. وهذه المرة يلومونه على شيء لم يرد على خاطر حتى حملة هيلاري كلينتون ذاتها.. ونكمل غدا .
الجريدة الرسمية