مصطفى أمين يكتب: النائب المحترم
في كتاب الهلال (فكرى أباظة فارس المعارضة ) عام 1967 كتب مصطفى أمين عن الصحفى البرلمانى فكرى أباظة كنموذج للبرلمانى الناجح والمحترم يقول:
في جنازة فكرى أباظة رأيت الوفاء في بلادى.. هذا رجل لم يترك وراءه زوجة تعزى ولا أبناء يواسى، ولا ابنة يرسل لها برقيات العزاء، ليس له قريب أو نسيب يتبوأ منصبا كبيرا في الدولة حتى يسارع الناس للاحتفال بتشييع جنازته زلفى لأصحاب النفوذ والسلطان..لكن كان الناس يعزون بعضهم بعض، عزاء الأخ والابن والأب وهم أسرة الفقيد من الألوف التي رايتها لم تعرفه ولم تره..
بعضهم يذكره لأنه أضحكه وهو حزين..أو أسعده وهو شقى، بعضهم قرأ له دفاعا عن مظلوم..أو انتصارا لبرئ..أو هجوما على ظالم جبار.
كلهم عرفوه فوق منبر البرلمان.. صوتا يجلجل كالرعد فيهز مقاعد الوزراء من تحتهم، يستجوب الوزراء كأنه نائب عام يستجوب متهم لتقديمه إلى محكمة الجنايات.
بكت عليه أمة بأسرها، ومشى خلفه شعب بكل فئاته وطبقاته، لقد رفض فكرى أباظة أن يكون وزيرا ثلاث مرات.
الصحافة فروسية والصحفى الشريف يحمل قلمه كما يحمل الفارس سيفه..إذا سقط خصمه من فوق جواده توقف عن ضربه والإجهاز عليه.
كان فارسا في البرلمان كما كان في الصحافة..يحطم السيوف، ويشفق أن يحطم حامليها حتى لو عرف أنهم يريدون الإجهاز عليه.
حقا كان فكرى فارسا.