رئيس التحرير
عصام كامل

عملية إحراج السيسي في نيويورك بحادث كفر الشيخ!


من الجيد بل من الصواب أن تقدم مصر دورها للعالم باعتبارها الدولة التي تحارب الإرهاب بضراوة وبكونها الدولة التي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة الهجرة غير الشرعية.. وهذه مهام تلقى صدى لدى الرأي العام العالمي ومعه قيادات الدول الأوروبية والغربية وإن كان الكثيرون يعرفون خطورة الإرهاب، فالكثيرون لا يعرفون خطورة الهجرة غير الشرعية ولا يعرفون أنها تجارة خطرة ومخالفة للقوانين المحلية والدولية تصل أرباحها السنوية للعصابات القائمة بها وفقًا لأرقام 2014 إلى 7 مليارات دولار، وكلها هجرة من الجنوب إلى الشمال بلغت في العام المذكور 219 ألف شخص إلى أوروبا وحدها غالبيتهم إلى إيطاليا تليها اليونان ثم باقي دول أوروبا وعلى الضفة الأخرى من الأطلنطي يزحف المهاجرون غير الشرعيين من دول أمريكا الجنوبية والوسطى إلى أمريكا الشمالية بأعداد قريبة من الرقم المذكور، وبالتالي فهي خطر كبير وأزمة حقيقية فكل هؤلاء يشكلون عبئا اقتصاديًا وأمنيًا على المجتمعات التي يهاجرون إليها !


وبينما الرئيس السيسي يلقي كلمته أمام العالم في الأمم المتحدة ويتحدث عن دور مصر في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية -وهو صادق في حديثه وبأدلة عديدة طوال العامين الماضيين- إذ بالأنباء بعدها بساعات تطير إلى كل العالم تحمل نبأ غرق عبارة مصرية تحمل 300 شخص جميعهم بين غرقى ومفقودين وناجين معتقلين ليؤكد الحادث للعالم -شئنًا أم أبينا- الرسائل السلبية الآتية وهي:

أن مصر نفسها مصدر للهجرة غير الشرعية وأنها عليها أن تحمي حدودها أولا قبل أن تتحدث عن دور في حماية غيرها وأن الهجرة من مصر بهذه الطريقة تعني سوءًا في الأوضاع فيها!

السؤال: عمليات كثيرة للهجرة تم ضبطها وإحباطها وفي أماكن بعيدة عن سواحلنا.. لماذا إذًا كان الحادث الأخير؟ هل تم صدفة؟ في هذا التوقيت تحديدًا؟ وبهذا العدد الكبير جدًا؟ أم أن جهة خارجية ما لعبت دورًا في غرق العبارة لإحراج مصر ورئيسها ؟

الأمر يحتاج إلى تحقيق كبير.. الأمر به تساؤلات عديدة.. لا تتوقفوا عند ظاهر الحدث.. افترضوا أبعد وأسوأ الافتراضات الممكنة !
الجريدة الرسمية