رئيس التحرير
عصام كامل

"عاصم الدسوقي" يكذب العريان ويفند تاريخ اليهود.. عبدالناصر استعان ببعضهم للوساطة بين مصر وفرنسا.. وإسرائيل تفننت في الوقيعة من أجل هجرتهم.. عاشوا في مصر ولم يشعروا فيها باضطهاد

دكتور عاصم الدسوقى
دكتور عاصم الدسوقى

نفي الدكتور عاصم الدسوقى، المؤرخ التاريخى والعميد السابق لكلية آداب جامعة حلوان، وعضو الجمعية المصرية التاريخية، أن يكون الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قام بطرد اليهود من مصر، بل العكس هو الصحيح أنه استعان بعدد كبير منهم، مؤكدا أن اليهود خرجوا لأسباب عديدة ولم يتم طردهم، ومن يدعى على عبدالناصر أنه طرد اليهود المصريين عقب العدوان الثلاثى أو احتلال فلسطين، إما مفترِ أومزور للتاريخ.


وفند الدسوقي أوضاع اليهود في مصر تعليقا على تصريحات الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والتي دعا فيها لعودة اليهود المصريين من إسرائيل، واسترداد أملاكهم، متسائلا: "جمال عبدالناصر طردهم ليه؟
وأكد الدسوقي أن عبدالناصر استعان ببعض اليهود المصريين الشيوعيين الذين تركوا مصر وعاشوا بفرنسا للوساطة بين مصر وفرنسا عن طريق " لطفى الخولى"، رئيس تحرير مجلة الطليعة، ومن أمثال هؤلاء السياسى هنرى كوريل، صاحب القصر الذى تقيم فيه سفارة الجزائر في القاهرة بالزمالك الآن – ولم يحدث للمصريين اليهود أبدا أى اضطهاد فى مصر.

وقال الدسوقي إن اليهود عانوا اضطهادا بأوروبا حتى إن مؤسس الصهيونية العالمية والأب الروحى لليهود "تيودور هرتزل"، فكر فى وطن قومى لهم عندما لم يتمكن من أخذ حقوقه الاجتماعية كمواطن ألمانى، ومنها فكر فى مشروع الوطن ودعمت أوروبا كلها المشروع للتخلص من اليهود وإلقائهم خارج أراضيها، وهو ما لم يحدث فى مصر وحتى الآن يعيش مصريون يهود بمصر، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كمصريين.

وأضاف:" فى تاريخ اليهود عندما بدأت الحركة الصهيونية لإنشاء وطن قومى لهم فى فلسطين، وتأسست المنظمة الصهيونية العالمية فى أغسطس 1897 فى بال بسويسرا، بدأ رؤساء الطوائف اليهودية بالعالم للسعى لجمع شتات اليهود، وجاء أحد المندوبين ليهود مصر لإقناعهم بدعمهم لمشروع دولة إسرائيل، ولكنهم لم يعيروه أى اهتمام لأنهم لم يكونوا يشعرون بأي غضاضة أو اضطهاد أو حتى سوء معاملة فى مصر، وعندما صدر وعد بلفور تجددت الوفود لمصر من ممثلى الصهيونية العالمية، ولم يحصلوا على دعم يهود مصر، واستمر الحال على هذا الأساس، يعيش كل المصريين إخوة لا فرق بين مصرى " يهودى، أو مسيحى أو مسلم".

وأوضح أن زعماء الصهيونية فكروا فى وسائل لإجبار يهود مصر للخروج، فحدث فى سنة 1945 فضيحة كبرى معروفة باسم "فضيحة موين"، حيث تم قتل اللورد "موين"، مسئول الشئون السياسية الخاصة بالشرق الأوسط فى الحكومة البريطانية، وتم قتله من جانب جماعات يهودية متطرفة "جماعى شترن" أى النجمة وجماعة "الأراجون"، وذلك للمحاولة بالزج باليهود المصريين فى تلك القضية، إلا أنه تم القبض على الفاعلين ومحاكمتهم ولم ينجح المخطط فى نسب التهمة ليهود مصر.

وأشار الدسوقي إلى أن فضيحة أخرى حديث فى سنة 1954، وهي " فضيحة لا هون"، وكان رئيسا للحكومة فى إسرائيل عندما أمر بتنفيذ تفجيرات فى محلات اليهود فى مصر، ونشر الرعب والفزع بينهم، ونسب ذلك للمصريين ليهربوا من مصر لإسرائيل إلا أن المصريين اليهود أدركوا المخطط، وحتى من خرج منهم لم يهاجر لإسرائيل.

وأكد الدسوقى أن ما حدث فى مصر من قوانين الإصلاح الزراعى والتأميم حدثت لكل المصريين ولم تخص اليهود فقط، ومن هنا ليس لهم حق بالمطالبة بأية تعويضات مع حقهم بالعودة، مشيرًا إلى أن دعون القيادى الإخوانى بحزب الحرية والعدالة عصام العريان عقب عودته من زيارة أمريكا مؤخرا للتأكيد للحكومة الأمريكية أن حكم الإخوان فى مصر لا يعادى اليهود، ومن هنا تنال المشروعات الاقتصادية التى يعرضها الإخوان دعما من الحكومة الأمريكية.
الجريدة الرسمية