رئيس التحرير
عصام كامل

«التركمان» سلاح «أردوغان» للسيطرة على العرب.. قوة في وجه «الأسد» والأكراد.. أداة «أردوغان» للسيطرة على نفط العراق.. ورقة للنفوذ بلبنان.. وتهميش لهم بالأردن وغمو

فيتو

قواعد النفوذ والسيطرة في العالم قد تكون متشابهة، وقد تكون ما بين العرق والدين والمذهب، ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عرش العثمانيين، وهو يستخدم الدين والعرق في التمدد والنفوذ وخاصة في العالم العربي، بالتوازي وليس بالتضاد مع النفوذ الإيراني.


ويعد التركمان أحد أذرع الدولة التركية على مدى التاريخ في بسط نفوذها وسياستها في عدد من الدول العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي كان له حضور قوي بعد 2002، وشهد تعاظما في السياسة الخارجية التركية بعد ثورات 2011.

من التركمان؟

التركمان هم أحد شعوب العرق التركي الذين تناسلوا من سلالة جدهم الأسطوري أوغوزهان بأحفاده الـ24 حفيدا، وهم أصل الترك ويتواجدون في تركمانستان وتركيا وأذربيجان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وليبيا ومصر، ويَتكلم التركمان اللغة التركمانية، وهو فرع من مجموعة اللغات التركية المنبثقة من اللغات الألطي، ويعتنق أغلبهم المذهب السني.

2-تركمان سوريا.. يد أردوغان الطولية

وفي سوريا يتواجد التركمان، في مناطق عديدة، مثل محافظة حلب في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي (جوبان باي) واعزاز، وفي محافظة حلب يوجد 145 قرية تركمانية، وهو ما يفسر التدخل التركي في مناطق جرابلس واعزاز والتي تعتبر مناطق ذات أغلبية تركمانية موالية لتركيا.

كما يتواجد التركمان أيضا في الرقة وحمص وحماة ومحافظة طرطوس، وفي الجولان، ولهم تواجد أيضا في إدلب، ودرعان ومحافظة دمشق، وفي اللاذقية بالقرب من الحدود التركية. ويبلغ عددهم 3.5 ملايين تركماني في سوريا بحسب المجلس الوطني التركماني.

وتعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستمرار الدعم الإنساني واللوجستي لتركمان سوريا وعدم التخلّي عنهم قائلا: "إننا ندعم إخوتنا التركمان في الباير والبوجاق وفي كل سوريا ونتعهّد بالاستمرار في تقديم الدعم لهم".

وشكل حزب النهضة السوري التركماني، ميليشيات مسلحة بدعم تركي اعتبرها نواة للجيش التركماني في سوريا، وبعد اجتماع في مدينة "غازي عنتاب" التركية والقريبة من سوريا، قال رئيس المجلس التركماني السوري، عبد الرحمن مصطفى: "إن المجموعات التركمانية المقاتلة في سوريا، اتخذت قرارًا بتقديم دعم أكبر لبعضها البعض، والعمل على إنشاء جيش تركماني في حال سمحت الظروف بذلك".
ويري مراقبون أن التدخل التركي في سوريا بدعوى محاربة "داعش" إلى إقامة حكم تركماني في سوريا.

ويعد الدعم التركي لتركمان سوريا نظرا لأهمية الجغرافية التي يتمدد فيها التركمان والتي تعد إحدى الطرق المتوقعة لوصول النفط إلى أوروبا.

3-تركمان العراق.. ورقة النفط

الوضع في العراق، لا يختلف كثيرا عن سوريا، التركمان الخصوص في شمال العراق، ولاسيما في مدينة كركوك وضواحيها، وهي تعد مركز صناعة البترول في العراق وترتبط بأنابيب لنقب النفط الخام إلى موانئ في البحر الأبيض المتوسط. 

وينتشر "تركمان العراق" على خط جغرافي منحني يمتد من مدينة تلعفر على الحدود "العراقية- السورية" وينتهي عند مدينة مندلي على الحدود "العراقية- الإيرانية" مرورا بكركوك التي تعتبر مركز التركمان وأكثف المدن التركمانية ويتواجد التركمان بالإضافة إلى كركوك في أربيل، ومدينة تلعفر والموصل، وصلاح الدين، وديالى وأربيل، وبعض أحياء العاصمة بغداد.

وتقدر بعض المصادر عدد التركمان حاليا بـ 2-2.5 مليون نسمة، وهي بذلك ثالث أكبر مجموعة عرقية في العراق بعد العرب والأكراد.

ويمتلك تركمان العراق ميليشيات مسلحة، يقودها يلماز نجار، ويعتدي قوامها أكثر من ألفي مقاتل تركماني وهو يعد نواة لجيش تركماني في حالة تأسيس إقليم "تركمان العراق" إذا تم التقسيم، وهو ما يشكل ورقة قوية لحكومة أردوغان، وهو يتيح له السيطرة على نفط العراق.

وقد أعلنت الجبهة التركمانية العراقية اعتزامها إعلان «إقليم تركماني» في العراق، بعد تحرير الموصل من "داعش".

وطالب رئيس اتحاد الجمعيات التركمانية كمال بياتلي السلطات التركية بحماية الشعب التركماني في العراق ودعم مصيره في حالة تقسيم بلاد الرافدين، وفق معاهدات لوزان.

4-تركمان لبنان.. ورقة تركية في بلد الطوائف

وبعد الاهتمام التركي بتركمان العراق في بداية 1988، ولكن تعاظم هذا الدور بعد وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان إلى الحكم في تركيا.

وفي تقرير لمركز دراسات الشرق الأوسط الإستراتيجية "أورسام" يحمل عنوان "الأتراك المنسيون الوجود التركي في لبنان"، أوضح أن العنصر التركي في لبنان ينقسم إلى 3 أقسام: الأول العنصر التركماني، أما الثاني فهو العنصر التركي العثماني، والثالث هم المواطنون الأتراك الذين تركوا تركيا في أربعينيات القرن الماضي لأسباب اقتصادية.

وتواجد تركمان لبنان في قريتي الكواشرة وعيدمون بمدينة عكار، و5 قرى في قضاء بعلبك، جزيرة كريتن والعاصمة بيروت.
ومنذ 2007 قامت تركيا بعدة مشاريع اقتصادية وثقافية وتاريخية مع الأقلية التركمانية في لبنان، وتحصد قرية الكواشرة أكثر المشاريع التركية المنفذة للتركمان في لبنان. 

وهناك العشرات من الجمعيات "تركمان لبنان" لها علاقة قوية بالسفارة التركية في مقدمتها "رابطة الشباب اللبناني –التركي"، "الجمعية اللبنانية التركية"، "الجمعية الثقافية التركية في لبنان"، "جمعية الصداقة اللبنانية –التركية في صيدا".
ويمثل التركمان في لبنان ورقة للحكومة التركية في بلد متعدد الطوائف والمذاهب بما يتيح لها التدخل في الشأن اللبناني بما يخدم مصالح أنقرة.

5-تركمان الأردن وفلسطين

وفي الأردن يتواجد أغلب التركمان حاليًا ما بين حدود جنوب العاصمة عمان ومدينة الجيزة ومحافظة مادبا، متخذين طابع البدو الرحل حيث ينتقلون شتاءً إلى غور الأردن.

وتجمع أغلب عرب التركمان في الأردن وفلسطين في مرج ابن عامر وينقسمون إلى سبع قبائل هم قبيلة بني سعيدان وقبيلة بني علقمة وقبيلة بني غراء وقبيلة الضبايا (بني ضبة) وقبيلة الشقيرات وقبيلة الطواطحة وقبيلة النغنغية ويبلغ عددهم على أكبر تقدير 6100 نسمة.

وتركمان الأردن ليس لهم نفوذ كبير وثقل سياسي، ولكن قد يكونون ورقة لتركيا في المستقبل.

6-تركمان ليبيا.. ورقة أردوغان للنفوذ

تركمان ليبيا ينتشرون على ساحة واسعة من ليبيا، وخاصة في مدينة مصراتة والتي تعد معقل الجماعات الإسلامية في ليبيا.
ويشكلون تركمان ليبيا قبيلة كبيرة يعرف باسم تجمع "قبائل الكوارغلية" مقره مدينة مصراتة التي يوجد بها ثلات عشرة قبيلة تنتمي للكوارغلية هي: قبيلة بليبلو، وقبيلة الرملة، وقبيلة المقاصبة، وقبيلة عباد، وقبيلة الشواهدة، وقبيلة الزوابي، وقبيلة الجهانات، وقبيلة يدر، وقبيلة الضرارطة، وقبيلة رأس على، وقبيلة الدرادفة وقبيلة الفراطسة، قبيلة قرارة. ومن المعروف أن الميليشيات الإسلامية في مصراتة تعد أهم حليف لتركيا في ليبيا.

7-تركمان مصر

وتركمان مصر يعرفون أيضًا باسم أتراك مصر، هم أتراك العرقية الذين عاشوا في مصر منذ قدوم الطولونيين والإخشيديين ومن ثم المماليك والعثمانيين، وبعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني. 

ومن أشهر التركمان في مصر، أحمد تيمور ومحمود تيمور، ويحيى حقى، ومحمد فريد بك سياسي وحقوقي مصري، وعدلي يكن باشا سياسي مصري، تولى رئاسة وزراء مصر ثلاث مرات بين أعوام 1921 و1930، وشيخ المصورين وحيد فريد، والأدباء مصطفى لطفى المنفلوطى وتوفيق الحكيم، والشاعر حافظ إبراهيم، وأمير الشعراء أحمد شوقي والشيخ محمد عبده.

وهناك 37 عائلة تركية في مصر، منها عائلة تيمور، ويقدر عدد التركمان بحسب مصادر غير رسمية بـ750 ألف نسمة.
الجريدة الرسمية