رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل رابع يوم رئاسي في «نيويورك».. السيسي يطرح رؤية مصر للأزمة السورية أمام مجلس الأمن.. يستعرض التطورات الداخلية مع «التفاهم الدولي».. وخطط توفير مناخ استثمار آمن مع الغرفة التج

فيتو

شهد اليوم الرابع للرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك نشاطًا مكثفًا، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشارك الرئيس السيسي في قمة مجلس الأمن الدولي حول التطورات في الشرق الأوسطـ، والتي أولت اهتمامًا خاصًا بسوريا.


وألقى الرئيس السيسي كلمة استعرض فيها الرؤية المصرية للأزمة وقال: إن رؤية مصر للحل في سوريا كانت ولا تزال تقوم على ركيزتين أساسيتين: أولاهما هي الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، أما الثانية فهى دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولته عبر التوصل لصيغة حل سياسي تكون مرضية لجميع السوريين ومعبرة عنهم وتوفر البيئة المناسبة لجهود إعادة الإعمار.

وأضاف: «ومن هنا، فإننا نثمن جهود المبعوث الأممي «ستيفان دى مستورا»، وندعم عمله الرامى لاستئناف المفاوضات السياسية فورا ودون تأخر».

وأكد أهمية أن تشمل هذه المفاوضات ممثلين عن الحكومة السورية وعن جميع مجموعات المعارضة بدون أي تمييز فيما بينها لتؤتي تلك المفاوضات ثمارها المرجوة وفقا لما جاء بقرار مجلس الأمن رقم 2254.

مجلس الأعمال للتفاهم الدولي
وحضر الرئيس السيسي، خلال نشاطه بالولايات المتحدة، على هامش مشاركته اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، غداء عمل نظمه مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم، وتلى ذلك اجتماع آخر مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية ومجلس الأعمال المصري – الأمريكي.

التطورات المصرية
واستعرض الرئيس، التطورات الاقتصادية والسياسية في مصر، مشيرًا إلى الخطط التي تنفذها الحكومة من أجل النهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

وأوضح الرئيس أن الحكومة بصدد تعديل قانون الاستثمار وفقًا للملاحظات التي أبداها المستثمرون، وهو ما يعكس جدية الحكومة في تذليل كافة العقبات أمام المستثمرين.

البنية التحتية
واستعرض الرئيس المشروعات التنموية التي يتم تنفيذها في مجال البنية التحتية، والتي تشمل إنشاء 8 مدن جديدة، فضلًا عن مشروع تنمية محور قناة السويس الذي يتمتع بوضعية منطقة اقتصادية خاصة، ويوفر فرصًا استثمارية واعدة أمام القطاع الخاص، ومن ضمنها الشركات الأمريكية التي تعمل في السوق المصرية منذ عقود طويلة، معربًا عن التطلع لأن تعمل الشركات الأمريكية على تعزيز تواجدها واستثماراتها في مصر، وأن تستخدم مصر كقاعدة تصديرية لها إلى كافة دول المناطق المجاورة، لا سيما وأن مصر توفر إحدى أعلى نسب العائدات على الاستثمار في العالم.

كما أشار الرئيس إلى ما تم إنجازه بالنسبة لرفع قدرات قطاع الكهرباء، وتوفير الغاز الطبيعي اللازم لإطلاق مشروعات وصناعات جديدة.

تسوية المنازعات
وأضاف «السيسي»، أن مصر حرصت خلال الفترة الماضية على تسوية المنازعات مع المستثمرين دون اللجوء للتحكيم، وذلك بهدف تأكيد وفاء الحكومة المصري بالتزاماتها وجديتها في التعامل مع المستثمرين وتوفير مناخ جيد للأعمال، وقد عرضت السيدة وزيرة الاستثمار الخطوات التي تقوم بها مصر من أجل تذليل العقبات أمام المستثمرين وتوفير الضمانات الكافية لهم.

وأشار الرئيس، خلال الاجتماع مع أعضاء الغرفة التجارية الأمريكية ومجلس الأعمال المصري – الأمريكي، إلى أن الخمس السنوات الماضية مثلت تحديًا للعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، إلا أنها أثبتت مدى ما تتميز به من قوة ومتانة في ضوء تمكنها من تجاوز جميع التحديات.

كما أكد الرئيس على أن مصر عازمة على النهوض بمختلف الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، واستعرض الرئيس ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية على صعيد استعادة الاستقرار السياسي والأمني في مصر رغم ما تموج به المنطقة من تحديات وأزمات، موضحًا أن مصر استكملت كافة مؤسساتها الديمقراطية المنتخبة وأن مجلس النواب المصري يضطلع بمسئولياته الدستورية بشكل كامل.

وأشار الرئيس إلى نجاح جهود مكافحة الإرهاب في مصر وتحقيقها نتائج إيجابية، أخذًا في الاعتبار انحسار الإرهاب في مساحة محدودة من منطقة شمال سيناء، مؤكدًا على أهمية تصحيح الصورة المغلوطة التي يتناولها الإعلام الدولي حول الوضع في مصر.

مجلس أعمال الأمن القومي
وعقد الرئيس السيسي لقاءً مع أعضاء مجلس أعمال الأمن القومي، وهو منظمة أمريكية غير حكومية، تضم في عضويتها ممثلين عن مجتمع الأعمال الأمريكي المهتمين ببحث الموضوعات السياسية والأمنية المرتبطة بالأمن القومي.

ورحب، في لقائه، بأعضاء مجلس أعمال الأمن القومي، مؤكدًا على قوة وامتداد العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة.

واستعرض الرئيس تطورات الأوضاع على الساحة المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بإنجاز استحقاقات خارطة الطريق التي توافقت عليها مختلف القوى الوطنية، والتي اكتملت بانتخاب مجلس النواب ليضطلع بدوره التشريعي والرقابي، ويمثل كافة طوائف وتوجهات الشعب المصري، حيث يضم أعلى نسبة مشاركة للسيدات والشباب في تاريخ البرلمانات المصرية على مدى المائة وخمسين عامًا الماضية.

كما أكد الرئيس أن جهود الحكومة على مدى السنتين الماضيين نجحت في استعادة الأمن والاستقرار بمصر، وذلك رغم الاضطراب والتواتر القائم بالمنطقة، منوهًا إلى النجاحات التي تحققت على صعيد مكافحة الإرهاب والتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء مصر في سبيل القضاء عليه وحسره في منطقة صغيرة في شمال سيناء.

التنظيمات الإرهابية
وأشار الرئيس إلى أهمية عدم التفرقة بين التنظيمات الإرهابية، أخذًا في الاعتبار أنها جميعًا تستقي فكرها المتطرف من مصدر واحد، مؤكدًا في هذا السياق أهمية تبني إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تشمل الأبعاد الثقافية والتنموية والاجتماعية، إلى جانب التدابير الأمنية، لا سيما في ضوء حرص التنظيمات الإرهابية على استغلال الدين لتحقيق أهدفها.

ونوه الرئيس إلى أن كل الإجراءات التي تتخذها مصر بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية تأتي في ظل وضع إقليمي مضطرب، أخذًا في الاعتبار تعدد الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، وهو ما يستلزم تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل لتسويات سياسية لتلك الأزمات.

السلام
وفيما يتعلق باستفسار الحضور عن إمكانية التوصل لسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، أشار الرئيس إلى وجود فرصة حقيقية لإحياء عملية السلام، والتوصل إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا للثوابت العربية، لا سيما في ضوء ما تشهده المنطقة حاليًا من تغيرات، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه أن يوفر واقعًا جديدًا للمنطقة، وسيساهم في استعادة الاستقرار بها، كما استعرض سيادته الجهود الدؤوبة التي تقوم بها مصر على هذا الصعيد بالتنسيق والتشاور مع الشركاء الدوليين.

وأجرى الرئيس السيسي حوار صحفي مع جريدة واشنطن بوست لإلقاء الضوء على تطورات الأوضاع بمصر والمنطقة والقضايا المثارة على الساحة السياسية، مثل خطة محاربة الإرهاب وأزمات الشرق الأوسط ومشروعات التنمية الكبرى والحريات والإعلام.

وتناول السيسي خلال اللقاء آخر تطورات الأوضاع في مصر، والجهود التي تقوم بها الدولة والحكومة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وعرض السيسي رؤيته لعدد من القضايا والموضوعات الدولية، على رأسها الأزمة في سوريا وليبيا، وجهود مصر لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي تحمل مسئولياته ومضاعفة جهوده لمحاربة الإرهاب.
الجريدة الرسمية