ازدراء الأعمال والبطالة
سنتكلم بكل صراحة عن سلبية خطيرة في مجتمعنا تسببت في ازدراء بعض الوظائف وتسببت في رفض لبعض الوظائف التي يعزف عنها المواطنون وبذلك تفقد الدولة موارد بشرية كثيرة كان يمكن استغلالها، وهذه السلبية هي النظر إلى الوظائف بمنظور الطبقية، فيصبح من يتقلد تلك الوظائف تحت ضغوط نفسية صعبة، وقد يقبل المواطن أن يعمل في دول أخرى بوظائف كان يمكن أن يعمل بها في بلده، ولكن الثقافة العامة التي يعرفها بعض الناس لا تقدر العمل بقدر ما تقدر الطبقية في الأعمال.
فمثلا عامل النظافة الذي يسهم بعمله في الدولة عملا صالحًا يطلق البعض عليه للأسف "الزبال" وهو مسمى لا يليق ولا يرضى أحد على نفسه أو أبيه أو أخيه أو ابنه.
ومنها الأعمال التي تختص بالصرف الصحي حيث يطلق البعض عليه مصلحة المجاري وهناك أمثلة كثيرة لا وقت لذكرها أصبحت ذات أثر غير حميد فى المواطنين فيرفضون فيها العمل أو قد لا يذكر العاملون فيها أصلا محل أعمالهم خوفًا من الازدراء.
إلى متى نتجاهل هذه السلبية التي جعلت الناس يكرهون أعمالهم والنتيجة هي ما نراه اليوم جميعًا، فالتعليم منذ الصغر قادر على تغيير الثقافات ولهذا علينا أن نعيد دراسة المناهج وخصوصًا فيما يتعلق بثقافة العمل وإلى أي مدى يتم تقديس الأعمال ولا ينظر إليها بمنظور الطبقية.
هذا أيضًا ما نال من سمعة الأعمال الحرفية ومدارس الصنايع التي عزف عنها الطلبة حين كان تغيير المسار يؤول إلى تلك المدارس التي هي أعظم كنز لا يمكن تجاهله فتحولت المدارس الصناعية إلى ما نراه اليوم أيضًا وفى النهاية لم يعد هناك الحرفي الذي يمكنه إصلاح شيء وبالتجربة فإن كلما يحتاج المنزل أحدًا لابد أن تبحث عنه كإبرة في كومة من القش.
هذا كله في مجتمع يعانى من البطالة، وهناك الكثيرون في منازلهم لا يجدون أي دخل ويبحثون عن الأعمال فلا يجدون لأن مستوى الجودة المطلوب لم يعد يجد عمالًا على المستوى اللائق أو لا يقبل الناس العمل.
فلنتعلم أولا ولنعلم أولادنا أن هناك قيمًا للعمل مها كان وظيفة العامل فإنها وظيفة مقدسة فقد قدسها الله تعالى حين خلق الإنسان للعبادة وجعل العمل عبادة لنعمر الأرض ونفتح آفاق المستقبل بمصر لعمل متكامل لشعب يريد أن يتقدم بحق.