رئيس التحرير
عصام كامل

أمين البحوث الإسلامية: الإسلام أول من رفض النزاعات العنصرية

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن قضية المواطنة من القضايا المهمة بالنسبة للدول في عمالنا المعاصر، لأن الانتماء إلى الوطن وفهم هذا الانتماء، يجعل المواطن حريصا على الحفاظ على مقومات بلده، ويجعله يشعر بقيمته وبدوره الوطني والمجتمعي، ويُشعره بكرامته، حيث يتمتع بحقوق المواطنة ويحرص على أداء واجباتها.


وأضاف الأمين العام خلال كلمته في مؤتمر الهيئة الإنجيلية، والذي عقد تحت عنوان "تحديات المواطنة ودولة القانون"، أن المواطنة في شكلها الأكثر اكتمالًا في الفلسفة السياسية المعاصرة هي الانتماء إلى الوطن، انتماء يتمتع المواطن فيه بالعضوية كاملة الأهلية على نحو يتساوى فيه مع الآخرين الذين يعيشون في الوطن نفسه مساواة كاملة في الحقوق والواجبات وأمام القانون، دون تمييز بينهم على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الفكر أو الموقف المالي، أوالانتماء السياسي، ويحترم كل مواطن إخوانه من المواطنين كما يتسامح الجميع رغم التنوع والاختلاف بينهم، ولذا فإن المواطن في ظل المواطنة يشعر بالولاء التام للوطن هذا الولاء الذي يجعل المواطنين يعملون على حماية المقومات الدينية واللغوية والثقافية والحضارية والسياسية والاقتصادية، واحترام حقوق وحريات الآخرين والقوانين التي تنظم علاقات المواطنين فيما بينهم، وعلاقاتهم بمؤسسات الدولة والمجتمع.
أوضح "عفيفي" أن الولاء للوطن لا ينحصر في المواطنين المقيمين داخل حدود التراب الوطني وإنما يبقى في وجدان وضمير وسلوك الذين تضطرهم الظروف للإقامة في الخارج لأن مغادرة الوطن لأي سبب من الأسباب، لا تعني التحلل من الإلتزامات والمسؤوليات التي تفرضها المواطنة، وتبقى لصيقة بالمواطن تجاه وطنه الأصلى، حتى لو اكتسب الجنسية في دولة أخرى.

واستطرد قائلًا: "إن من مقتضيات المواطنة الحرص على المصلحة العامة ولذا جاء في الحديث الشريف "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" فالمواطن الصالح لا يسعى إلى تحقيق رغباته وطموحاته على حساب المصلحة العامة وبما يضر بالآخرين.

أشار الأمين العام إلى أن الإسلام دعا إلى فكرة المواطن العالمي ورفض جميع النزاعات العنصرية والعرقية، كما أرسى مبدأ المواطنة وأقر الضمانات العملية القوية التي تجعل المواطن يتمتع بحقوقه ولم يفرق الإسلام بين مسلم وغير مسلم في المعاملة انطلاقا من هذا المبدأ " لهم مالنا وعليهم ما علينا "، ولذا فإن الإسلام يرفض التعصب والإنغلاق ويرفض الآراء المتشددة التي تتحمل بحرفية ما جاء في بعض الكتب التي كتبت في زمن غير زماننا ،ومجتمع غير مجتمعنا وفي ظروف غير ظروفنا فتلك الأراء التي تعد غير مقبولة في ظل تغير الواقع والظروف وقد قرر العلماء: أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف والحال.


وطالب عفيفي الإعلام بالقيام بالدور المنوط به وتجنب نشر بعض الصور السلبية التي تؤثر على جوهر المواطنة من خلال تضخيم ما يحدث من نزاعات طائفية نتيجة الفتن التي تعمل جماعات العنف والإرهاب على إشعال فتيلها، ولذا فإن الإثارة في تغطية الأحداث يؤثر سلبا على نفسيات المواطنين، ويشعر المتابع بأن الأمور متفاقمة وخطيرة.

ولفت الأمين العام إلى أن إرساء تلك المبادئ يجعلنا في حاجة أيضًا إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية التي باتت تستخدم الفضاء الإلكتروني بشكل مكثف من خلال استخدام عدة أنشطة خطيرة ومتنوعة ومستحدثة باستمرار لتغييب عقول الشباب ووعيهم القومي، مشيرًا إلى أن استخدام المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في تسويق الأفكار السلبية يُعد من أبرز التحديات للمواطنة حيث يتم الترويج للعنف والقتال تحت دعوى الجهاد والمحاولات المستمرة لتجنيد الشباب والتغرير بهم واستقطابهم إلى مواقع القتال ونشر الفكر الضال المنحرف بينهم.
الجريدة الرسمية