جلسة محاكمة الشيطان الأعظم بمجلس الأمن !
انطلقت كلمات السيسي كطلقات نارية لتصيب أهدافها بدقة.. قال - صراحة - "إنه لا مكان للإرهابيين في أي حل في سوريا.. ليس كما كانوا يقولون إنه "لا مكان لبشار الأسد"!.. قال "إن الحفاظ على وحدة التراب السوري هدفنا جميعا".. ولم يقل بـ "حقوق أقليات" كما كانوا يقولون.. قال "تطلعات الشعب السوري الشقيق" ولم يقل "سوريا الديمقراطية" حيث ينصرف المصطلح الأخير إلى منح الأقليات حق تقرير المصير وبالتالي إلى تفكيك سوريا..
تكلم عن "سلامة المؤسسات السورية" ويأتي في مقدمتها الجيش العربي السوري.. تحدث عن "الصراعات الإقليمية والدولية" التي وبسببها تدفع سوريا الثمن كبيرا ومؤلما ليتحسس الجميع رءوسهم.. تحدث عن المعارضة المعتدلة السلمية ليقول للعالم إنه لا توجد معارضة معتدلة مسلحة كما تمزح أمريكا بسخافة مع العالم.. ثم راح يطلق سهامه هنا وهناك حتى كاد أن يقول لـ"أوباما" أنت مجرم.. ومعه قادة من الغرب ومن الشرق!
كلمة السيسي في مجلس الأمن مشرفة وتليق بمصر ومكانتها عربيا ودوليا.. وردت على كل المشككين طوال أكثر من عامين في موقف مصر والسيسي شخصيا وكتبنا مرارا نجزم بصحيح موقف مصر والسيسي إلا أن الرفض غايتهم ولذلك كثيرون منهم اختفوا أمس واختفت معهم تعليقاتهم، وغيابهم في الحقيقة ظاهرة صحية وإيجابية!
ثم جاءت كلمة بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم ليكمل كلمة مصر موجها الاتهامات الصريحة وهذا حقه وحده..وحق سوريا وحدها.. وكانت كلمته شجاعة ومباشرة جعلت من جلسة المجلس أمس مع كلمات أخرى على رأسها كلمة مصر محاكمة علنية لأمريكا وحلفائها وذيولها وكل من ساعدها في جريمة تدمير بلد شقيق، ولم يزل الهدف في نياتهم لم يتوقف عند العدوان المباشر على الجيش السوري، وإنما أيضا إلى محاولة تكرار مأساة العراق بتحديد منطقة حظر طيران كمطلب أساسي فيما يبدو لداعش وأخواتها للاستمرار في الإجرام، لكن حتى هذه اللعبة الأخيرة لن تمر أبدا!
أمريكا هي الشيطان الأعظم.. وتتحمل مع العدو الإسرائيلي معظم جرائم البشرية ومصائبها.. ولن تتخلص البشرية من الشر إلا بإضعافها والذي يبدأ بتحديها.. إن لم يكن من دولة فمن كل الدول الحرة مجتمعة.. ونرى ذلك في الأفق بل وفي الأفق القريب!