رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يحذرون من بيع أوراسكوم تليكوم.. عنبة: الصفقة تسطر نهاية البورصة المصرية.. الألفى: العرض يدل على جاذبية الأسهم المصرية بأسعارها الحالية

شركة أوراسكوم تليكوم
شركة أوراسكوم تليكوم

تقدمت وحدة تابعة لشركة ألتيمو الروسية بعرض لشراء كامل أسهم أوراسكوم تليكوم القابضة المصرية فى صفقة تبلغ قيمتها 3.7 مليارات دولار(25.17 مليار جنيه)، ويقول خبراء إنها ستؤثر سلبًا على البورصة المصرية وستفقدها جاذبيتها بالمنطقة.

ويرى الخبراء أن خروج أكثر من 25 مليار جنيه من القيمة السوقية للبورصة فى وقت تكابد فيه تبعات اضطراب الوضع السياسى والاقتصادى على مدى عامين منذ الإطاحة بنظام حسنى مبارك يستوجب إجراءات سريعة من إدارة البورصة والحكومة للحد من الأضرار التى ستلحق بالسوق.
وقالت الهيئة المصرية العامة للرقابة المالية اليوم الأحد إن شركة باسكندال المحدودة وهى شركة مؤسسة فى دولة قبرص وتابعة لشركة ألتيمو الروسية عرضت شراء نحو 5.245 مليارات سهم تعادل 100% من أسهم أوراسكوم تليكوم المملوكة لرجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس بسعر 0.70 دولار للسهم لتبلغ القيمة الإجمالية للعرض 3.7 مليارات دولار.
وتملك ألتيمو حصة 47.85% فى فيمبلكوم التى اشترت فى عام 2010 أصولًا لأوراسكوم تليكوم فى صفقة قيمتها ستة مليارات دولار.
وقال وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية "تأثير الصفقة على السوق سيكون سلبيًا جدًا جدًا ويسطر نهايات البورصة المصرية. جاذبية السوق ليست فى انخفاض وارتفاع أسعارها.. جاذبية السوق (تتمثل) فى توفر بضاعة جيدة."
وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار والعضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار إن السوق باتت تفقد بشكل كبير ومتوالٍ شركات كبيرة وقيادية ذات تواجد قوى بالمحافظ العالمية.
وأضاف عادل أن تكرار مثل ذلك الأمر "يفقد البورصة المصرية جاذبيتها وتنافسيتها بين أسواق المنطقة."
ويعزف المستثمرون الأجانب عن التداول فى السوق فى ظل اضطراب الوضع الاقتصادى والسياسى إذ ألحق عامان من القلاقل أضرارًا شديدة بالاقتصاد الذى بات يعانى من شح إيرادات السياحة.
من جانبه، لفت عمرو الألفى رئيس قسم البحوث لدى بنك الاستثمار سى.آى كابيتال إلى أن العرض غير مفاجئ وكان متوقعًا بالسوق لكن السعر المعروض يدل على "جاذبية الأسهم المصرية بأسعارها الحالية" فى ظل تراجع الجنيه أمام الدولار.
ورأى عنبة أن سعر السهم عند 0.70 دولار هو "القيمة العادلة للصفقة فى الظروف الحالية" مشيرًا إلى أن بنوك الاستثمار كانت تقيم السهم عند 5-5.5 جنيه (0.73-0.81 جنيه للسهم).
وفقد الجنيه 9% من قيمته أمام الدولار منذ أواخر العام الماضى.
وقال عادل إن أحد العوامل وراء إتمام الصفقة هو الخسائر الاستثنائية التى تكبدتها أوراسكوم فى العام الماضى.
وتحولت أوراسكوم تليكوم فى 2012 إلى خسارة صافية قدرها 1.294 مليار جنيه مقارنة مع أرباح صافية بلغت 4.181 مليار جنيه فى 2011.
وتعقد أوراسكوم جمعية عامة غير عادية يوم الأحد المقبل الموافق السابع من إبريل للنظر فى "استمرار النشاط على الرغم من تجاوز الخسائر 50% من رأس المال."
وقال عنبة "كل الأحداث الأخيرة كانت تؤكد أن ساويرس فى طريقه للخروج من السوق المصرى."
وبنهاية تعاملات الأحد أغلق سهم أوراسكوم تليكوم منخفضًا 2.5% عند 4.30 جنيهات أى ما يعادل 0.63 دولار.
وتعليقا على الأداء السلبى للسهم قال عنبة إن المتعاملين تصرفوا بناء على تصور غير سليم إذ توقعوا فرض ضرائب بنسبة عشرة بالمئة على الصفقة إجمالًا "لكن الضرائب ستفرض على الربح فقط."
وكانت مصلحة الضرائب المصرية صدمت المستثمرين فى البورصة هذا الشهر بإعلان فرض ضريبة بنسبة عشرة بالمئة على أرباح صفقة استحواذ بنك قطر الوطنى على الأهلى سوسيتيه جنرال مما دفع سهم الوحدة المصرية للهبوط بشدة.
وقال عنبة إنه مع خروج أسهم ثقيلة الوزن مثل أوراسكوم تليكوم سيتعين على الحكومة البحث عن سبل لدعم السوق مقترحا إدراج شركات حكومية وشركات البترول الجيدة.

الجريدة الرسمية