رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وانتهاء «زمن» الدفاع عن «نظام» 30 يونيو !


بغير مقدمات وخطاب الرئيس أمس في الأمم المتحدة موجود ويمكن الرجوع إليه من أي مشكك.. فقد أرسل الرئيس رسائله أمس على النحو التالي:

مصر دولة فاعلة في كل قضايا العالم ليس فقط من خلال مساهمتها في الحضارة القديمة وإنما أيضا لكونها شريكا أساسيا في وضع أسس التنمية المستدامة وفي قضايا البيئة على كوكب الأرض بما فيها تغير المناخ (لاحظ تصدر وزير البيئة المشهد في الجمعية العامة بجانب وزير الخارجية) وكذلك تحملها نصيبها في استقبال النازحين واللاجئين إليها من الأشقاء وأخيرا دورها في الشرق الأوسط كصمام أمان الأمن والاستقرار.


ثم يعود السيسي ليؤكد من جديد موقف مصر من الأزمة السورية وملخصه ضمان وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسلامة المؤسسات السورية وطبعا يأتي الجيش السوري على رأسها إلا أننا نلاحظ استخدام الرئيس مصطلح "الأعمال العدائية" وليس "الأعمال العسكرية" أو "الأعمال المسلحة" لينصرف الكلام عن الأعمال الإرهابية والخارجة عن الشرعية والقانون إذ لا يمكن اعتبار دفاع الجيش السوري -أو أي جيش- عن أرضه ومؤسساته أنها أعمال "عدائية" بل أكدها السيسي في ختام كلامة عن سوريا بمطالبته بإنهاء الفوضي التي أدت إلى "تفشي الإرهاب"!

وعن فلسطين يستعيد السيسي مصطلح "الصراع العربي الإسرائيلي" وليس "الصراع الفسطيني الإسرائيلي" ولا "النزاع في الشرق الأوسط" بل ينهي الدور كوسيط سلام ويؤكد انحيازه للحق العربي فيتحدث باعتباره "يمد يده للسلام" ويتحدث عن "المبادرة العربية للسلام" ويعيد تذكير العالم بالاحتلال الإسرائيلي وجريمة بناء المستوطنات ويحمل علنا قادة العدو الإسرائيلي مسئولية وقف المفاوضات وكل عملية السلام!

أما عن ليبيا فبشكل مباشر يؤكد أن الأمر هناك يخص مصر تحديدا ويؤكد صراحة "أن الوضع في ليبيا يتماس مع الأمن القومي المصري" وأن مصر تدعم المؤسسات الشرعية وهي طبعا "حكومة الوفاق" و"البرلمان" و"الجيش الليبي" ويطالب برفع حظر تصدير السلاح عنه لكنه يحسم أمر المستقبل في ليبيا ويؤكد أنه "لا مكان للميليشيات ولا للإرهاب في ليبيا"!

السيسي يؤكد أن الأمن القومي العربي في الخليج هو من أمن مصر وأن مصر لن تقبل بأي عدوان على أشقائها ولا نعتقد أنه يقصد إيران فقط إنما يقصد كل من يهدد الخليج ويؤكد أن مصر والخليج صفا واحدا ضد أي تهديد !

في اليمن مصر تقريبا تنهي تواجدها في التحالف العربي فمن يعلن انحيازه للحل السلمي ولجهود الوساطة لا يكون منحازا مع فريق ضد آخر.. كما أن جهود المبعوث الدولي والقرارات الدولية تحظي بموافقة الحوثيين وصالح قبل التحالف العربي لكن الأهم الإعلان المدوي أن باب المندب في حماية مصرية وهو ما قلناه من أول دقيقة عن موافقة مصر على المشاركة في التحالف العربي وأن القفز لباب المندب علنا هدف في ذاته في ظل-حتى -بدء العمل في قناة السويس الجديدة!

ما يعيب الخطاب التحدث عن قضايا الصومال والسودان باعتبارها قضايا أفريقية بينما نرى أنه كان من الأفضل الحديث عنهما في حزمة القضايا العربية باعتبار الدولتين عربيتين وأعضاء بالجامعة العربية!

الخلاصة: السيسي ينتقل من مرحلة الدفاع عن نظام 30 يونيو أمام منظمات ومؤسسات العالم إلى الحديث عن الدور الفاعل لمصر عالميا والذي لا يمكن لأحد الاستغناء عنه.. ومن المؤكد وبالشواهد البسيطة والمباشرة.. أن الرسائل قد أرسلت.. وتسلمها أصحابها.. ويبقي فقط فهمها واستيعابها من المرسل إليهم!
الجريدة الرسمية