3 أسباب لتضارب التصريحات الحكومية..عدم وجود قاعدة بيانات سبب إرباك المسئولين..عدم وضوح السياسة الخارجية ضمن القائمة..والخداع الاستراتيجي حيلة الحكومة الخفية..والقرض الصيني آخر النماذج
«تضارب وتخبط» أقل وصف لتصريحات مسئولي الحكومة بعد تكرار تضارب التصريحات في عدة أزمات متتالية، والتي جاء آخرها صباح أمس الثلاثاء حول قيمة القرض الذي تتفاوض عليه مصر مع الصين، على هامش مؤتمر «اليورومني» المنعقد في القاهرة منذ يوم أمس، وعلى مدى يومين.
ففي تصريحات صحفية، ذكرت سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، أن قيمة القرض الذي تتفاوض مصر مع الصين للحصول عليه، يبلغ 4 مليارات دولار، في حين ذكر أحمد كوجك، نائب وزير المالية، أن مصر تتفاوض مع الصين للحصول على تمويل يُقدر بملياري دولار.
حركة المحافظين
وعلى هامش حركة المحافظين التي أجريت في الشهر الماضي، تضاربت تصريحات رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل الذي أكد أن حركة محافظين محدودة على وشك الوقوع، بالتزامن مع تصريحات وزير التنمية المحلية الدكتور أحمد زكي بدر الذي نفى ما يتم تداوله من أنباء بشأن تعيين محافظين جدد في المستقبل القريب.
كميات القمح
وفي شهر يونيو الماضي، كشفت مصادر وثيقة الصلة بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن هناك تضاربًا في كميات القمح المحلي التي تم توريدها خلال الموسم الذي تم غلقه في منتصف شهر يونيو الماضي، والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بوزارة الصناعة والتجارة الخارجية.
وقالت المصادر في تصريحات لـ"فيتو"، إن تقرير الهيئة العامة للرقابة أشار إلى توريد 4 ملايين و911 ألف طن من القمح المحلي في حين أعلنت التموين تجاوز معدلات التوريد 5 ملايين طن.
أسباب التضارب
وعن أسباب تضارب التصريحات الحكومية غير المبرر، قال الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، "إن هناك 3 أسباب قد تمثل الدافع حول تضارب التصريحات الحكومية المُستمر".
وتابع «عطا» أن السبب الأول يتمثل في عدم وجود قاعدة بيانات موحدة على مستوى القطاعات الحيوية بالدولة، وعدم التنسيق ما بين الوزارء، ومن المفترض أن يقوم رئيس الوزراء بدور الـ"مايسترو" للتنسيق بين الوزارات.
"الخداع الاستراتيجي"
وعن السبب الثاني قال "عطا"، "إنه في بعض الأزمات تلجأ الحكومة إلى ما يُسمى بـ"الخداع الاستراتيجي" كمناورة لكسب الوقت، وتشتيت تركيز الرأي العام على أزمة مُعينة، وهو نوع من أنواع "خداع الرأي العام".
سياسة الدولة الخارجية
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن السبب الثالث قد يتمثل في عدم وضوح سياسة الدولة الخارجية، خاصةً في ظل تسليط ضوء الإعلام العالمي على الشأن المصري، مما يجعل الحكومة تتراجع عن تصريح بعد إطلاقه؛ لتركه أثرا سلبيا في الرأي العام العالمي.
تناقض معلوماتي
فيما قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسة بجامعة حلوان، "إن عدم وجود دائرة معلوماتية محققة بين الوزراء هو السبب الرئيسي في تضارب التصريحات، فكل وزير أو مسئول يعتمد على اجتهاداته الشخصية، الأمر الذي يخلق حالة من التناقض المعلوماتي".