رئيس التحرير
عصام كامل

«من كوزورا إلى أوزيل».. كرة القدم تربط بين الناس في ألمانيا

فيتو

تلعب منطقة "حوض الرور"، الواقعة في قلب ولاية شمال الراين فيستفاليا، دورًا مهمًا في أحداث كرة القدم الألمانية.

ومنذ بداية كرة القدم في ألمانيا وتلك المنطقة تثبت عشقها للعبة الشعبية الأولى في العالم وأبلغ مثال على ذلك هي مدينة دورتموند، إحدى مدن منطقة الرور.

ووسط الأندية الكثيرة في هذه المنطقة شارك سبعة أندية في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا)، وعلى رأسها بوروسيا دورتموند، وشالكه، وبوخوم ودويسبورج. وكان بوروسيا دورتموند هو أول ناد ألماني عموما يفوز بكأس أوروبي للأندية، كان ذلك في عام 1966.

وترتبط كرة القدم في منطقة الرور بقضية الاندماج ارتباطًا وثيقًا، وخصوصًا بالنسبة للمهاجرين من أصول بولندية وتركية.

وأبرز نماذج نجوم كرة القدم من أصول مهاجرة في تاريخ الرور هما البولندي الأصل إرنست كوزورا (1905-1990) والتركي الأصل مسعود أوزيل، وكلاهما ولد في مدينة جيلزنكيرشن، معقل فريق شالكه، وكلاهما لعب الكرة في نادي شالكه، وكلاهما صنع إسمًا كبيرًا كلاعب في منتخب ألمانيا.

ورغم أن كوزورا لم يلعب للمناشافت سوى 12 مباراة سجل فيها 7 أهداف، إلا أنه كان معشوق الجماهير في جيله، أما أوزيل، الذي قدم أهله من منطقة ساحل البحر الأسود بتركيا فقد أصبح معشوقًا في هذا الجيل ليس في ألمانيا وحدها، وخصوصًا من قبل الناشئين،وتمكن من صنع الأمجاد مع المانشافت بالفوز بمونديال البرازيل 2014.

وإضافة إلى هذين أنجبت منطقة الرور أيضًا إلكاي جوندوجان لاعب خط وسط منتخب ألمانيا ومانشستر سيتي الحالي، ودورتموند السابق، الذي ولد أيضًا في غيلزنكيرشن.

ولإلقاء الضوء على علاقة كرة القدم بالهجرة في منطقة حوض الرور اُفتتح الإثنين (19 سبتمبر) معرض بعنوان "من كوزورا إلى أوزيل" تنظمه في العاصمة الألمانية برلين ممثلية ولاية شمال الراين فيستفاليا بالتعاون مع اتحاد فيتسفالن- ليبه ويستمر حتى العاشر من أكتوبر المقبل.

ويحكي معرض "من كوزورا إلى أوزيل" قصص عدد من مختلف لاعبي كرة القدم سواء من الهواة أو المحترفين، الذين قدموا من أوطانهم الأصلية إلى ألمانيا،ومن خلال مسار حياة هؤلاء يتم إلقاء الضوء على الأحداث اليومية لكرة القدم التي تمثل صناعة أيضًا وعلى تاريخ الهجرة في منطقة الرور الألمانية.

بين احتفاء الجماهير والعنصرية
وبمناسبة هذا المعرض تحدثت إذاعة راديو ألمانيا "دويتشلاند فونك" مع النجم الأسمر جيرالد أزاموه نجم شالكه ومنتخب ألمانيا السابق، الذي ولد في غانا ثم هاجر مع والديه إلى ألمانيا عندما كان عمره 12 عامًا.

و تعد سيرة أزاموه الذاتية مثالًا للسير الذاتية لكثير من اللاعبين من أصول مهاجرة وتظهر كيف أن كرة القدم في ألمانيا استفادت من الهجرة، حسب راديو دويتشلاند فونك.

وكان أزاموه قد انضم إلى منتخب ألمانيا الأول وشارك في كأس العالم عام 2002 وكذلك في البطولة التي أقيمت في ألمانيا عام 2006، وكان أول لاعب أسمر البشرة يشارك مع منتخب ألمانيا. وقال عند اختياره في الفريق الرديف للمانشافت: "أنا لاعب دولي ألماني قبل كل شيء، وحتى الآن أكثر اللاعبين الألمان سمرة".

ولعب أزامواه في عدة أندية ألمانية أهمها شالكه وهانوفر،وقال إنه وجد في شالكه كل ترحيب وهو مدين للنادي بالكثير "في شالكه يقبلك الناس بصرف النظر عن الموطن الذي جئت منه"، يقول أزاموه، وعندما انتقل إلى هانوفر لم ينظر أحد إلى لون بشرته، "لقد منحوني ببساطة الشعور بأني أنتمي إلى أسرة هانوفر".

ورغم ذلك فإن أزامواه واجه في مسيرته كلاعب مواقف عنصرية من بعض الجماهير بسبب لون بشرته، ويقول إن كرة القدم تلعب دورًا رئيسيًا في عملية الاندماج "في غرفة الملابس يجلس (معًا) أشخاص يأتون من كل مكان وهدف الجميع هو النجاح، فالكرة تربط فعلًا (بين الناس)".

ويؤكد أزاموه على أنه بإمكان المرء في ألمانيا أن يحقق النجاح بصرف النظر عن أصوله، ومن أين جاء، والأمثلة كثيرة من بينها جيروم بواتينغ ومسعود أوزيل "فنحن جميعًا ألمان ونريد ببساطة أن نعيش ناجحين في ألمانيا".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية