رئيس التحرير
عصام كامل

نجت من السرطان فجعلته نقطة انطلاق لحياة ناجحة

السيدة نادية زيور
السيدة نادية زيور

على الرغم من التزامها بالفحوصات الدورية تخوفًا من الإصابة بسرطان الثدى، نظرًا لأنها من أسرة لها تاريخ مرضى، إلا أن القدر والظروف كانت السبب الأول لإصابتها بمرض حولته بإيمانها لنقطة بداية لحياة ناجحة من نوع خاص.


التقت "بوابة فيتو" بالسيدة نادية زيور - إحدى سيدات المجتمع - التى أكدت على أن المنتمين لعائلات كبيرة لا يمتلكون حصانة ضد الأمراض، وأن منهم شخصيات لا تتعامل بالشوكة والسكينة مع مجتمع وصلت نسبة الإصابة فيه بسرطان الثدى إلى امرأة من كل 12معرضة للإصابة بسرطان الثدى، مقارنة بواحدة من كل 8 سيدات فى أمريكا، بينما أثبتت أحدث الدراسات أن سيدة فى العالم تموت يوميًا بسرطان الثدى.

من هنا زادت الحاجة بالتوعية من جانبين الأول تفادى الإصابة، والثانى مساعدة المصابات لتخطى هذه المرحلة بنجاح فكلما اكتشفنا المرض مبكرًا كلما وصلت نسبة الشفاء إلى 98%.

بداية تروى "زيور" قصتها مع مرض حاربته منذ 10سنوات وتغلبت قناعتها وثقتها فى نفسها على آلامها، وقالت كنت حريصة على الكشف الذاتى والدورى إلا أننى تقاعست منذ عشر سنوات عن ذلك بسبب الانتقال من سكن لآخر ليظهر ورم بسيط تحت الثدى.

فى البداية أكدت لنفسى أنه مجرد التهاب سيختفى مع الأيام إلا أن الفحوصات الطبية أثبتت إصابتى بسرطان الثدى.

وتتابع "زيور": "أذكر أول تعبير قاله زوجى بابتسامة عند علمه بمرضى "الحياة ماراثون من الاختبارات وكعادتنا سنفوز فيه سويًا"، وخطابات ابنى من الغربة "يا ماما دى مشكلة بسيطة جدًا وسنمر منها متخليهاش تحد من حبك لينا ولحياتنا، فكل ما زاد حبك لينا كل ما هزمت هذا الشيء الخبيث".

حينها تيقنت أن الحالة النفسية الإيجابية تلعب دورًا بالغ الخطورة بالنسبة للمصاب، مضيفةً: "كانت هذه أولى خطوات نجاحى فى الشفاء من المرض الذى يخشى الجميع اسمه، إلا أن عائلتى لم تنظر لى نظرة العطف أو الشفقة أو التى ستفارق الحياة، بل كانوا دائمًا ما يؤكدون بالفعل قبل القول على أننى بإذن الله سأتغلب على هذا المرض، وأننى سأواصل الحياة بهذه الروح المقبلة على الحياة، فكنت أحرص على ممارسة أنشطتى، وتلبية دعواتهم فى المناسبات والاجتماعات العائلية.

وتستكمل بأنها عشقت الجولف الذى جعلته بابًا تدخل منه لمساعدة كل محتاج لتوعية صحية قبل المساعدة المادية حديثها، قائلةً: "حينما كنت فى أحد ماتشات الجولف منذ ثمان سنوات ولاحظت أن أحد المشاركات أمريكية الجنسية تعلق شارة التوعية ضد سرطان الثدى، لأتعرف من خلالها على إحدى الجمعيات الأمريكية التى تتخذ من بطولات الجولف فرصة جيدة للتوعية ضد سرطان الثدى".

"فاتصلت بهذه المؤسسة وبالفعل ترسل لى مع كل عام منشورات للتوعية ومنذ ثمان سنوات ونحن نقوم بتنظيم هذه البطولة، وأتواصل بمختلف الوسائل مع السيدات المصابات بسرطان الثدى فى مختلف مناطق مصر، خاصة المناطق الأكثر بعدًا عن فكرة الكشف الدورى ودوره فى إنقاذ أسرة من الألم التفسى، وفى حالة الإصابة فنتناول كيفية تحويل المرض لنقطة تحول إيجابية فى الحياة".

وتتابع: "يبدأ اليوم ببطولة الجولف التى تشارك فيها مجموعة من السيدات من مصر والخارج شاركن فى رياضة من نوع خاص من أجل تحقيق هدف من نوع أشد خصوصية، حيث يتم التبرع بحضور مندوب من"المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى"، بحيث تكون التبرعات موجهة لهم مباشرة، وذلك بعد انتهاء الماتشات وعند توزيع الجوائز على الفائزات بالبطولة".


وتؤكد "نادية زيور" على أنها منذ بداية الفكرة لا تمسك أى مبالغ مادية فى يدها ولا حتى أى تبرعات من كبرى البنوك والشركات التى سمعت عن بطولة الجولف التى تقوم بها منذ ثمان سنوات خاصة أنها والحمد لله من عائلة كبيرة وزوجة لرجل أعمال، لتخطى هذه النقطة اكتفيت بدورى كوسيط بين المتبرع والجهة المختصة.

وعن السيدات الأكثر عرضة للإصابة، أكدت "زيور" من خلال تجربتها أنه لا يفرق بين مستوى اقتصادى أو اجتماعى أو ثقافى، وبشكل عام فالنسبة تزيد مع إصابة أحد الأقارب خاصة من جهة الأم، أو التى لم تنجب، أو التى جاءتها الدورة الشهرية فى سن مبكرة قبل سن 12 أو التى انقطعت مبكرًا.

وأضافت أن أول خطوات الوقاية هى الأكل الصحى، والرياضة، تقليل السكريات والدهون والتقنين من تناول البروتين الحيوانى لأن الدهون من السهل تكسرها وتحولها لأورام أو لأى مكونات غير مرغوب فيه، واستنشاق الهواء النظيف، والتعرف على التاريخ المرضى للعائلة.

بالإضافة إلى التزام الفتيات بمجرد بلوغ سن العشرين بالكشف الدورى كل ثلاث سنوات والفحص الذاتى كل شهر بعد انقضاء ثلاثة أيام من انتهاء الدورة الشهرية، وفى حالة انقطاعها تفحصه فى أول يوم من كل شهر.

ومن سن الأربعين يجب أن تعتاد المرأة على إجراء أشعة الميموجرام على الثدى سنويا، أما الفحص الإكلينيكى للثدى بواسطة الطبيب الجراح فمن سن العشرين ويكون مرة كل سنتين فى حالة عدم وجود تاريخ مرضى للعائلة، وكل سنة فى حالة إصابة أحد الأفراد بالمرض، كلها خطوات يمكن أن تقى السيدة من الدخول فى مرحلة متقدمة من المرض الذى يسترشرى فى الجسد بسرعة غير طبيعية.

فى النهاية أكدت متحدية المرض، أنه لو لاقدر الله أصيبت السيدة بهذا الاختبار الصعب فهذا لا يعنى نهاية الكون، فإذا تم الاكتشاف مبكرًا فيمكن القضاء عليه بدون حتى جراحة، وإذا اضطررنا لعلاج كيميائى وجراحى فالآن يمكن إجراء جراحة تجميلية للثدى فى نفس توقيت استئصال الثدى للمحافظة على الحالة النفسية للسيدة.

الجريدة الرسمية