السيسي في مواجهة أوباما وهيلاري وترامب!
إن كانت كلمة الرئيس السيسي ستتناول أزمات النازحين واللاجئين بحكم أنها عنوان القمة المنعقدة الآن بالجمعية العامة، وإن كنا نتوقع أن تتناول كلمة الرئيس أصول المشكلة وجذورها فكيف إذن سيكون الحال والرئيس الأمريكي يساند علنا داعش في سوريا؟ وجيشه يقصف معسكرا للجيش السوري ولمدة 40 دقيقة كاملة؟ ودون اعتذار رسمي حتى الآن أو تعهد بتعويض الضحايا؟ وكيف سيتحدث الرئيس عن الأزمة في ليبيا وأمريكا وأوروبا تطالب المشير حفتر بتسليم الأراضي وموانئ النفط التي حررها إلى الإرهابيين مرة أخرى؟ ويرفضون منذ سنوات الموافقة على تسليح الجيش الليبي الشرعي، ويغضون البصر عن كل الأسلحة التي تصل إلى الإرهابيين؟!
الإجابة أن أمريكا دولة مجرمة.. سبب بلاء العالم وسبب أزماته ومشكلاته.. ولكن إن كان أوباما يختتم حياته بهذه الطريقة فهذا نذير أن هذه الخاتمة هي بداية الحاكم والحكم الجديد للبيت الأبيض..
والخلاصة أننا في مشكلة سواء جاءت كلينتون أو جاء ترامب، ولهذا حديث آخر فيما بعد إلا أن ما يعنينا أن كلمة السيسي اليوم ستكون ضد الثلاثة.. الرئيس الحالي للولايات المتحدة ومرشحيها للرئاسة.. ومع ذلك يبقي ذلك أهم ما في الكلمة التي نتوقعها اليوم.. نريدها صرخة الأبرياء في سوريا وليبيا والعراق.. نريدها فضحا لجرائم الغرب في دعم الإرهاب.. نريدها فضحا لدور الصهيونية في إشعال الفتن والحرائق في الدول المحيطة بها والمختلفة معها والمعادية لها..
نريد كلمة السيسي-ولا ينبغي إلا أن تكون كذلك-تعبيرا عن آلام الأمة التي يمثلها السيسي وآلام شعوبها وهي الشعوب التي يمثلها السيسي والتي تتطلع إلى أن يعبر عنها!
هذا قدر مصر.. ليس بالإنشاء والعواطف والخطب.. بل لأن مصر في الأخير هي المستهدفة من كل ما يجري.. وتحدثنا سابقا وقبل أشهر عن نظرية المفكر الكبير جمال حمدان في أن المواجهة دائما على كوكبى الأرض بين مصر وأمريكا.. فالأولي الكتلة الصلبة في محيط أكبر هو الوطن العربي.. والوطن العربي هو الكتلة الصلبة في محيط أكبر هو العالم الإسلامي الذي هو أيضا كتلة صلبة في العالم الثالث كله.. ويقظة الأخير تعني توقف النهب والاستغلال الأمريكي.. وهذا يبدأ من مصر وهكذا تعود المباراة من جديد بين أمريكا ومصر، ولذلك كان مخططا إضعافها طوال الأربعين عاما الماضية..
المباراة مستمرة.. واليوم أحد أشواطها.. والمدهش وكما نري أن التغيرات العالمية لمصلحة مصر وليس العكس.. ولكن أيضا لهذا حديث آخر..