هل خططت إسرائيل لـ«تفجير نيويورك» من أجل «ترامب»؟
مساء السبت، 17 سبتمبر الحالي، هزّ انفجار هائل وسط ولاية نيويورك، ما أدى إلى إصابة نحو 29 شخصًا بجروح.. وقالت الشرطة الأمريكية إنها ألقت القبض على المشتبه به في تفجير مانهاتن، موضحة أنه أمريكي من أصل أفغاني واسمه أحمد خان رحامي، (28 عامًا)، وهناك احتمال وجود صلات لجهات خارجية وراء الحادث.
السؤال: لماذا نزج باسم إسرائيل في تفجير منهاتن؟ وهل هي التي خططت لتنفيذ هذا التتفجير؟ وما دلائل هذا التخطيط؟ وما مصلحة تل أبيب جراء ذلك؟ ثم، ألم يدحض القبض على منفذ التفجير كل هذه التساؤلات؟
ابتداءً، ليس معنى أن الشرطة الأمريكية أعلنت القبض على المشتبه به في التفجير، أنه المخطط، والممول، والمنفذ الوحيد، بل لا نبالغ حين نقول إنه، المتهم «رحامى»، ربما يكون بريئًا، وأبعد ما يكون عن هذه التهمة، وربما تكون الشرطة «لفقت» له هذا الاتهام؛ لعدم هز الثقة في الأمن الأمريكي، وتهدئة الرأى العام هناك.
وإذا كان البعض يقلل من هذه الفرضية، أو يستبعدها، فإنني أؤكد أن الأمن الأمريكي ليس ملائكيا، فالولايات المتحدة بارعة في «تلفيق» الاتهامات؛ للتغطية على أمور بعينها، واتخاذ هذا «التلفيق» تكئة لتنفيذ أهداف «قذرة» قد تبدو بعيدة عن الأعين.. تمامًا كما حدث في تفجيرات «11 سبتمبر»، التي كانت ذريعة لضرب الدول العربية بحجة «محاربة الإرهاب».
والإجابة على التساؤلات الأخرى تستدعي طرح أسئلة عديدة: ما موقف إسرائيل من المرشحين للرئاسة الأمريكية، «الجمهوري» دونالد ترامب، و«الديمقراطي» هيلاري كلينتون؟ ولمن سيصوت اللوبي الصهيوني المهيمن على دوائر صنع القرار في أمريكا؟ وماذا يحمل كلا المرشحين لتل أبيب حال فوزه في الانتخابات؟
أولًا: علاقات هيلاري كلينتون بقادة إسرائيل تميزت بالقوة والمتانة، إلا أنها تعهدت في برنامجها الرئاسي بالحفاظ على المصالح الصهيونية بما يدفع عملية السلام للأمام، وكأنها أرادت مغازلة الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، وهو ما أثار حفيظة اليهود المتطرفين.
ثانيًا: لا يخفى على أحد «عنصرية» ترامب.. فأجندة الملياردير الأمريكي، وتصريحاته كلها تصب في خانة واحدة: «مغازلة اليهود»، و«كراهية المسلمين والعرب»، وكراهية الأمريكيين من أصول أفريقية.. بل إنه طالب- أكثر من مرة- بترحيل ما يقرب من 11 مليون مهاجر داخل أمريكا.
ثالثًا: تصريحات، ومعتقدات ترامب ربما تتقاطع مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «اليمينية المتطرفة»، ما قد يلعب دورًا مؤثرًا في إعادة رسم خارطة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية مستقبلًا. بحسب التقرير الذي أعده الباحثان ستيفن سيمون، ودانا آلين، ونشرته مجلة «فورين أفيرز» بعنوان «ترامب، كلينتون، وإسرائيل».
رابعًا: الغالبية العظمى من اليهود يدعمون السياسات المتطرفة لترامب.
خامسًا: في 20 أغسطس الماضي، نشرت صحيفة «هاآرتس» العبرية تقريرًا كشفت فيه عن حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بدعم «ترامب»، وليس «هيلاري»، بزعم أن المرشح الجمهوري وعد بمساعدات أكبر للكيان الصهيوني، إضافة إلى وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
سادسًا: التقرير السابق للصحيفة الإسرائيلية ذكر أن نتنياهو قال ما ممضمونه إن أمريكا لو تعرضت لهجمات «سيكون أمرًا جيدًا»، معتبرًا أن تلك الهجمات سوف تصب في صالح ترامب، وتزيد من فرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
سابعًا: «هاآرتس» قالت إن نتنياهو «يفكر في عدم منح واشنطن أي معلومات حول أي عملية إرهابية قادمة، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية؛ من أجل تغيير الإدارة الأمريكية هناك من الحزب الديمقراطي إلى الجمهوري»، مضيفة أن المقربين من نتياهو سمعوه وهو يفكر بصوت عالٍ، يقول: «أورلاندو آخر، وآخر في سان برناردينو»، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف ملهى في أورلاندوا. موضحة أن نتنياهو يرى أن مثل الهجمات السابقة، سوف تتحول إلى «ورقة رابحة» لترامب.
ثامنًا: الصحيفة العبرية أكدت -في تقريرها حول كيفية تعامل أجهزة المخابرات الإسرائيلية مع المعلومات التي تحصل عليها عن العمليات الإرهابية التي ستصيب بعض الدول الأخرى- أن نتنياهو فاز على منافسه شمعون بيريز في العام 1996، عندما تعرضت تل أبيب لهجمات استشهادية من «حماس» قبل الانتخابات الإسرائيلية بنحو شهر.. مختتمة بأن نتنياهو «ربما يفكر بتكرار هذا السيناريو في الولايات المتحدة»!
ربما يرى البعض أن ما سبق ليس دليلًا كافيًا على تورط إسرائيل في تنفيذ هذا التفجير وهو قول له وجاهته، إلا أن السياسة القذرة التي يمارسها قادة الكيان الصهيوني، وما يفعله اليمين المتطرف في أمريكا، يجعلنا لا نستبعد أية فرضيات، أو احتمالات، حتى وإن كان البعض يراها ضد المنطق.