ليلة انتحار «الكاتعة».. زعيمة عصابة خطف الأطفال تلقى بنفسها من الطابق الرابع.. ترفض الإفصاح لـ«إسلام» عن أسرته الحقيقية.. وتكذب تحليل الحامض النووي وتؤكد: إسلام ابني
يبدو أن فيلم «العفاريت» للكاتبة ماجدة خيرالله، الذي فجر قضية مافيا اختطاف الأطفال في مصر أواخر ثمانينيات القرن المنقضي، تحول من خيال مبدعة إلى واقع معاش يدفع ثمنه شباب في عمر الزهور، وأسر تتمزق وتنهار إثر فقدان فلذات الأكباد.
الفيلم الذي جسد قصة اختطاف ابنة مذيعة الأطفال الشهيرة انتقامًا من والد الطفلة، الذي قتل شقيق الخاطف خلال مطاردة من أجل شحنة مخدرات وتسليمها للمعلمة «كاتعة» التي تدير عصابة إجرامية للأطفال في شتى أعمال السرقة والتهريب، وبعد اكتشاف المذيعة لمكان طفلتها تموت زعيمة العصابة دون الإفصاح عن ابنتها الحقيقية.
المشهد الذي أرخته السينما المصرية، وتعاطف معه ملايين المشاهدين على مستوى الوطن العربي، لم يكن مجرد لقطة سينمائية مؤثرة وعبرت، بل كانت لها تبعات مجتمعية خطيرة، فبعد مرور أكثر من 30 عاما على فيلم العفاريت، تعود «بلية» وخاطفتها «الكاتعة» من جديد، وإن اختلفت الأسماء.
الكاتعة تبعث من جديد
«عزيزة» تلك الخاطفة التي جسدت دور « الكاتعة » على أرض الواقع، وإسلام « بلية » الألفية الثالثة، تعود القصة إلى عشرات السنين مارست فيها عزيزة جريمة اختطاف الأطفال وتوظيفهم في أعمال خارجة عن القانون، يهدر معها إنسانية وبراءة هؤلاء الأطفال الذين ساقهم مصيرهم إلى براثن هذه السيدة المتحجرة.
القبض على الخاطفة
القصة تبدأ -كما وردت في أحد صفحات المفقودين - بخطف تلك «الكاتعة» لإسلام من أحد المستشفيات وهو عمره أيام ومعه عدد من الأطفال، أوهمت عزيزة الأطفال إنهم ابناءها إلى أن تم إسلام الحادية عشرة من عمره، واقتحمت الشرطة منزل الخاطفة، وحينها علم إسلام إن « عزيزة » ليس أمه، وأن إخوانه وأخواته لم يكونوا يومًا كذلك، ليبدأ رحلته الشاقة في البحث عن أسرته الحقيقية.
إسلام المفقود
استطاعت الشرطة أن ترد الأطفال المخطوفين لأهاليهم، وتم القبض على عزيزة، وتم تسليم إسلام لأسرة خُطف ابنها وهو صغير ولكن بعد إجراء تحاليل الحامض النووي « دي إن إي » تبين أنها ليست عائلته، طرق بعدها كل الأبواب الرسمية والإعلامية، حتى مواقع التواصل الاجتماعي، عل أحدًا يتعاطف معه ويقدم له يد العون للوصول إلى أسرته الحقيقية.
خرجت «عزيزة» بعدما قضت مدة العقوبة، وهى تصر على أمومتها لإسلام، واستمر إصرارها حتى بعد نتيجة تحليل الحامض النووي « دي إن إي»، الذي أكد عدم أمومتها للشاب المخطوف.
الدعم الإعلامي
لجأ إسلام لأحد الإعلاميات لمساعدته، وقررت أن تواجه الخاطفة علها تخبرها عن أهل المختطف الحقيقيين، ولكن راوغتها وأصرت على إخفاء السر، وإلا إنها أثناء اللقاء قالت « عزيزة » جملة عبارة لم يهتم بها أحد « أنا هموت قريب».
لم يكن أحد يعلم أنها ستموت بالفعل، إذ قررت أمس أن تنهي حياتها من خلال إلقاء نفسها من الطابق الرابع من خلال شرفة شقة إسلام، وانتقلت على أثرها إلى المستشفى، وقبل أن تفارق الحياة حاول بعض الجيران استدراجها للإفصاح عن مكان أسرة « إسلام » الحقيقية لكنها أبت ولفظت أنفاسها الأخيرة، لتترك وراءها إسلام ضحية الفقدان والضياع، يحارب وحده طواحين الهواء بحثا عن هويته وأسرته.