إسرائيل ترحب بفشل الهدنة في سوريا.. دولة الاحتلال تتحجج بخطورة بقاء نظام الأسد.. وزير صهيوني: الاتفاق ليس في مصلحة إسرائيل.. ومحلل إسرائيلي: سقوط الرئيس السوري له تداعيات سيئة على مصر
أظهرت إسرائيل موقفًا يتسم بالميوعة تجاه الهدنة السورية برعاية الولايات المتحدة وروسيا يكشف عن العداء الصريح للشعب السوري والرفض الصهيوني لتحسن الأوضاع على الأراضي السورية، وأثبتت أنها لا تريد إلا الدمار والهلاك لسوريا وشعبها، ولأنها أعلنت مرارًا وتكرارًا أن من مصلحتها بقاء الأوضاع على ما هي عليها في سوريا كان موقفها لا يتوافق مع الهدنة.
وإسرائيل تحتضن العديد من الكيانات الإرهابية والتي تقاتل في سوريا وخاصة جبهة النصرة التي تعالج جراحها في تل أبيب ويقدم لهم الدعم المادي.
وتهدف الهدنة التي أعدتها كل من روسيا والولايات المتحدة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ونصف السنة في سوريا، التي خلفت حتى اليوم نصف مليون قتيل، ومليوني مصاب ومئات الآلاف من اللاجئين.
استمرار نظام الأسد
ومن ناحية إسرائيل فإن حجتها في رفض الاتفاق هي أنه سوف يعزز استمرار نظام بشار الأسد برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويثبت هذا الاتفاق أيضًا أن إدارة أوباما تخلت عن سوريا وعن وضع الولايات المتحدة في هذا الصراع، وبشكل عام في شئون الشرق الأوسط، لصالح الرئيس الروسي الذي لن يتنازل عن المكانة التي كان عليها الاتحاد السوفيتي السابق، كل هذا يحدث برضا وسعادة الإيرانيين ورعاياهم في حزب الله وهما الد أعداء إسرائيل.
وأبدت إسرائيل فرحتها بما تم تداوله أمس بأن الهدنة في سوريا، التي بدأت قبل أسبوع، قد فشلت وانتهت عمليا، وأنه لا أمل في إدخال المساعدات إلى أحياء شرق حلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
تشيُّع سوريا
وتؤكد تصريحات وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي يوفال شطاينتس رفض الاحتلال للهدنه إذ أكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا يبدو سيئا بالنسبة لإسرائيل، رغم أنه قد ينهي أعمال القتل المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات ليعرب عن ترحيب إسرائيل بفشل الهدنة.
وأوضح أن الاتفاق الذي يفترض أن ينهي الحرب الأهلية في سوريا، من شأنه أن يدفع سوريا باتجاه التشيّع وتحويلها إلى معسكر متقدم لأعداء إسرائيل.
الرضوح الأمريكي
وحسب صحيفة "معاريف" العبرية فإن احتمالية أن تصمد هذه الهدنة وتؤدي لإنهاء تلك الحرب الطويلة ضعيفة للغاية.
وتتابع إسرائيل التطورات في سوريا عن كثب، وهناك مخاوف إسرائيلية من الرضوح الأمريكي للمطلب الروسي الذي يهدف للحفاظ على نظام الأسد.
ويرى الخبراء في دولة الاحتلال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي تفاخر مؤخرًا بإنجازات العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلاقته الخاصة التي ارتبط بها مع الرئيس بوتين، لا سيما بخصوص سوريا سيكون أكثر الناس قلقًا.
نصر للإخوان
المحلل الإسرائيلي، إرايم جانور، يرى أن هناك أسبابًا مهمة تؤدي لبقاء الأسد في الحكم، والسبب الأساسي هو مصر، ويرجع ذلك بحسبه إلى أن سقوط الأسد يعتبر نصر لجماعة الإخوان، التي تقاتل جيش الأسد، الأمر الذي يدعم إخوان مصر على الوقوف في وجه النظام المصري، وكذلك إثارة المشكلات في الأردن.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أنه وفقًا للتوقعات، فإن السلام لم يعم ونهاية الحرب لن تلوح في الأفق بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، وتستمر الصراعات الداخلية ويواصل الروس حماية الغطاء الجوي للأسد وجيشه، ومع الوقت تصبح سوريا لبنان ثانية في فترة الحرب الأهلية التي اندلعت فيها بين 1975 و1990، دولة منقسمة، بها كثير من الصراعات الداخلية.