رئيس التحرير
عصام كامل

الأسرة وضغوط الحياة


يعانى الجميع من ضغوط الحياة بصرف النظر عن الغنى أو الفقر بغض النظر عن الدولة كبيرة أو صغيرة فالضغوط نالت الجميع دون أن تترك أحدا.

الضغوط تدفعنا إلى أن نقوم بعمل رد فعل دفاعي إما نتهرب منها أو نحملها على غيرنا أو نواجهها أو نؤجلها لوقت محدد أو نترك الزمان يعالجها ويترتب القرار على أهمية وخطورة الضغط وطبيعته.


ولكن أثر تلك الضغوط في كل الأحوال هو تنفيس الطاقة السلبية الناتجة عن القلق أو الضيق فيمن حولنا وتحميلهم جزءا منها دون أن يكون لهم ذنب فيها وقد نجعل وجودهم سببا لما نحن فيه ذلك تهربا من المسئولية وتنفيس تلك الطاقة السلبية لا يتوقف عند الإرسال فقط وإنما سيترتب عليها استقبال طاقات سلبية أخرى كرد فعل تلقائي من الغير لعدم تحمل الضغوط سواء كان سببا فيها أم لم يكن.

وقد تستمر آثار القرار وقتا طويلا توترك آثار غير حميدة على المحيطين بنا سواء الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء أو من حتى نتصل بهم ولو حتى تليفونيا فقط نكون سببا لتغير الآخرين حتى ولو كنا نتكلم عبر الهاتف أو حتى عن طريق نشر بوست معين عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

من يتحمل الضغط يقوم بنقل هذه الطاقة ولكنه لا يفكر في تبديدها والانتهاء من آثارها بل وإعطاء الجسم قدرة على المواجهة أكبر وهذا سيكون له الأثر الإيجابي حين لا يكون الفرد منا مصدرا للطاقة السلبية في محيطه وإنما يستعين بالآخرين في إيجاد الحلول وعرض البدائل.

ولكن كيف يتم تبديد الطاقة ؟
الرياضة الفردية التي لا تبنى على منافسة مع آخرين لا تبدد الطاقة السلبية وإنما تزيدها لأنها تنطوي على ضغوط أخرى والمنطقي ألا يتم تحميل الفرد أي ضغوط زائدة والرياضة الفردية قد يكون المشى هو الأفضل حيث يغير المكان ويجدد التنفس وإعادة وظائف الجسم في وضع الحركة الطبيعي وزيادة مقدار الأكسجين الوارد إلى المخ.

إنها عملية تبديد الطاقة السلبية بدلا من نقلها إلى الآخرين وهى عملية إعادة تدوير مخلفات الاستقبال من البيئة المحيطة غير الصالحة للاستعمال.

إلى كل من يتحمل ضغوطا لا تقوم بنقلها إلى من حولك وإنما تخلص منها قبل أن تتواصل مع المحيطين بك لأن أثر نقل هذه الطاقة لن يتوقف عند إرسالها إليهم إنما كانت توابع الإرسال عليك أولا وعلى المحيطين بهم أيضا.

فلنبحث عما يخفف عن الناس الضغوط بدلا من أن ندور مع أنفسنا ومع من نتصل بهم في المحيط السلبي الذي لا نجنى من ورائه إلا الانفعالات وردود الفعل التي لا تتناسب مع الفعل نفسه بل تزيد بجنون ولا ندرى لماذا فعلنا ذلك إلا أننا كنا واقعين تحت تأثير الضغوط.
الجريدة الرسمية