رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أصبحت حياتنا صعبة ومعقــدة ؟!


الكل يشكو.. كبير وصغير.. غني وفقيــر.. نسمع نفس الكلام على ألسنـة الجميع.. الحياة صعبة ومملة والأعباء تزداد يومًا بعد يوم.. وكلما زاد الدخل زادت معه المتطلبات.


ومنذ أيام شاهدت تفسيرًا للشيخ الشعراوي يجيب عن التساؤل الأصعب لدينا جميعًا لماذا أصبحت الحياة معقدة والجميع يشكو ليل نهار؟! يقول شيخنا الجليل الأصل في الإنسان أن يعيش حياته حسب مدخلاته فيحدد مصروفاته وفقًا لدخله فإذا اختلت هذه المعادلة تحولت حياته لجحيم.. وضرب مثــلا بالشخص الذي يذهب للسوق ويشتري بما تسمح به نقوده سواء قوت يوم أو أكثر وينصب اهتمامه على السلع التي تتناسب مع جيبـه دون غيرها فلا تغريه أي أطعمة شهية لا يملك ثمنها.. وهذا الشخص يعود نفسه وأبناءه على استهلاك ما يتناسب مع مرتب الأسرة فلا يكتوي بنار الديون.

وعلى العكس من ذلك ضرب الشعراوي مثلا بآخر يذهب للسوق ويقترض ليشتري أشهى وأغلى المأكولات ويدخل في دوامة ذل الدين وتحاصره رغبة أولاده في تقليد الغيـــر بشراء سلع لا تتناسب مع دخله فتزداد الأعباء والهموم ويدخل في دائرة مفرغـة لا نهاية لها يفقد معها أي طعم للسعادة.

وتفسير آخر لصديقتي سلوى الشيني التي فاجأتني بسؤالها لي باعتبارنا من مواليد منتصف الستينيات "مش شايف أن جيلنا هو بداية إفساد الأبناء بتدليعهم ؟".

فهي ترى أن آباءنا اهتموا في المقام الأول بزرع القيم والمبادئ في نفوسنا وعودونا أن نعيش حسب ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية وكنا نشعر بسعادة ورضا.. لكنَّ شيئًا ما حدث عندما جاء الدور علينا فانصب اهتمامنا على شراء أشهر الماركات من الملابس وأغلى الأطعمة لأولادنا حتى لو كانت ظروفنا الاقتصادية لا تسمح بذلك.. أفرطنا في تدليعهم ولم نفعل معهم ما فعله آباؤنـا..

واستمرت الأجيال من بعدنا في تطبيق هذه الأنماط الخاطئة في التربية، وكانت النتيجة أننا نشكو ضغوط الحياة ومهما نفعل لا نستطيع تلبية مطالب أولادنا الذين يشكون أيضًا ولا يعجبهم العجب.. نحن الذين أخطأنا منذ البداية ومستمرون كل يوم في ارتكاب هذه الخطيئة..
الجريدة الرسمية