الوقاحة الأمريكية في استقبال السيسي !
اختار بعض نواب الكونجرس الأمريكي زيارة السيسي لنيويورك لفتح ملف الحقوقية "آية حجازي" والمطالبة بالإفراج عنها..الزيارة ليست للولايات المتحدة الأمريكية من الأساس وإنما للأمم المتحدة وجمعيتها العامة، ولذلك فربما لا يرى نواب الكونجرس في الأفق القريب أي زيارة محتملة للرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة لمناقشة الموضوع فكان الطلب السابق، والذي تناولته وسائل إعلام أمريكية عديدة..والذي ردت عليه الخارجية المصرية أمس بحدة مستحقة واعتبرته تدخلا في شأن مصري خالص وفي شئون القضاء المصري حتى لو كانت "آية" تحمل أيضا الجنسية الأمريكية، وجاء في البيان أن، "إصرار بعض الدوائر الرسمية الأمريكية على الاستهانة بمبدأ سيادة القانون والتعامل معه بانتقائية لدرجة المطالبة الصريحة بالإفراج عن أحد المتهمين وإسقاط التهم الموجهة إليه لمجرد أنه يحمل الجنسية الأمريكية "ووصف البيان "آية" بأنها خالفت القانون المصري ثم طالب المتحدث بالمقابل "بالإفراج عن المتهمين المصريين بالسجون الأمريكية وإسقاط الاتهامات الموجهة إليهم"!
الرد المصري مريح وقوي ولكن نتوقف عند التصرف الأمريكي.. فقد جاءت وفود عديدة من برلمانات العالم إلى مصر وكان يمكن أن يطرح الأمر-مثلا مثلا- في زيارة مستقلة.. وفي القاهرة وليس في واشنطن.. لكن ما جري يؤكد عدة أمور..أهمها أن الخلاف الأمريكي مع مصر سيطول.. لأنه يعكس مصالح قوى هناك تتحكم في اختيار نواب الكونجرس بل والبيت الأبيض نفسه..
والرد المصري ربما يدرك ذلك.. وثانيا يعكس السلوك الأمريكي إقرارا بفشل أي تحرك للإخوان أو مجموعات محدودة العدد والتأثير في المهجر يقودهم مرقص عزيز ومجدي خليل وغيرهم بعد أن طغى تأييد المصريين الكاسح هناك على أي تحرك سلبي ورأينا الحجاب مع الصليب في شوارع نيويورك في استقبال الرئيس وشاهدنا سيارات عملاقة وباصات مؤجرة لفعاليات الاستقبال بما يؤكد وجود عمل جماعي في تنظيم الترحيب بالرئيس السيسي !
الإدارة الأمريكية تختتم فترتها بأسوأ ختام ممكن ومتصور.. تضرب في سوريا وتكشف وجهها في دعم داعش وتتجسس على روسيا وتهاجم مصر في واشنطن بقضية "آية" ومن قبلها إشاعات المنتجات الزراعية المصرية وتصطدم بالسعودية..
ما جرى يؤكد أن الخلاف مع مصر كان حقيقيا وأنه تعبير عن توجهات إستراتيجية أمريكية لا علاقة لها بانطباعات رئيس يسكن البيت الأبيض أو سيذهب قريبا كغيره..إلى بيته الريفي!