رئيس التحرير
عصام كامل

الأقباط والسيسي! «٣»


سوف تظل علاقة الأقباط بالسيسي هدفا للتخريب من قبل الذين يتآمرون على مصر ومن يستهدفون التخلص من السيسي أو على الأقل إبعاده عن قيادة مصر.. ولحسن الحظ أن ذلك يدركه الرئيس السيسي وتدركه الكنائس المسيحية الثلاث في مصر أيضا.. وربما هذا ما يشكل المواقف التي يتخدها الرئيس أحيانا وتتخذها الكنائس المصرية أحيانا أخرى. 


مثلا عندما حدث خلاف بين الحكومة والكنائس حول مواد في قانون بناء الكنائس تدخل الرئيس السيسي على الفور وحث الحكومة على أن تأخذ تحفظات الكنائس على هذه المواد بعين الاعتبار، ولذلك تم التوافق حكوميا وكنائسيا على هذا القانون في نهاية المطاف.. أيضا عندما أثارت تصرفات ومواقف محافظ المنيا ضيقا لدى المسيحيين في المنيا على أثر حدوث عدد من الصدامات الدينية والطوائفية راعي الرئيس تغيير محافظ المينا في حركة المحافظين الأخيرة.. وقبلها أعلن الرئيس بوضوح أن حكم القانون وحده هو الذي سوف يسري ويسود على كل من أخطأ خلال الصدامات الدينية والطائفية.

ومن هنا يمكن فهم لماذا سعت الكنائس إلى دعم زيارة الرئيس السيسي في نيويورك.. أنا لا أقول هنا إنها تقابل تجاوب الرئيس يتجاوب آخر من جانبها.. وأنا أقول تحديدا إن ثمة إدراك من هذه الكنائس بأن القيادة المصرية الجديدة تنتهج فعلا مبدأ المواطنة والمساواة بين كل المصريين مسلمين كانوا أو مسيحيين، ترفض التطرف الديني وتتصدى للإرهاب الذي صنعه هذا التطرف..

ولذلك تدعم هذه الكنائس الرئيس، خاصة وأنها تدرك أن ضرب وتفخيخ العلاقة بينه وبين الأقباط هدف لمن يتأمرون على مصر حتى وإن اتخذ شكل التعاطف مع الأقباط لأن من يقومون بذلك لم يرمش لهم جفن عندما تعرضت الكاتدرائية لأول مرة لاعتداء في عصر مرسي أو عندما تعرضت الكنائس والمنشآت المسيحية في مصر للحرق بعد الاطاحة به.
الجريدة الرسمية