رئيس التحرير
عصام كامل

دعم البابا للسيسي.. دعم لمصر


إن مشاركة مصر هذا العام في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تختلف عن المشاركات في الأعوام السابقة بأمر هام ألا وهو أن الرئيس السيسي سيشارك هذا العام باعتباره رئيس إحدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن، فمصر عضو غير دائم بالمجلس، بالإضافة إلى أن الرئيس السيسي هو رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقى؛ وذلك يُضيف لمصر بعدًا عالميًّا ودورًا هامًا على المستوى الدولى والإقليمى؛ حيث إن مصر هي "المُتحدث" باسم القارة الأفريقية أمام العالم، حدث هام أمام العالم سوف يطرح فيه الرئيس السيسي رؤيته في قضايا الشرق الأوسط أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ أي أمام العالم.


نعم سوف تُمثل مصر أمام العالم وتتوجه إليها كل الأنظار، فماذا ستقدم؟ وماذا ترى في قضايا عالمية وعربية؛ ولذا يجب أن تتضافر كل الجهود لدعم مصر على مستوى الكيانات والمؤسسات. ولما كانت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية كنيسة وطنية على مدى التاريخ؛ فنجدها تقف وراء مصر ووراء الرئيس عبد الفتاح السيسي من منطلق وطنى وليس من منطلق سياسي، نجد دعم قداسة البابا تواضروس الثاني لهذه الزيارة دعمًا كبيرًا؛ إدراكًا منه للّحظة التاريخية التي تعيشها مصر، ودعوته الوطنية للأقباط المصريين بالخارج لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتحدث عن مصر الحبيبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي من منطلق وطنى وواجب وطنى، وقد اعتدنا على هذه المواقف الوطنية من قِبل قداسة البابا منذ جلوسه على الكرسى المرقسى؛ لمساندة مصر الوطن ومصر الحضارة ومصر التاريخ.

ولكن من جهة أخرى، نجد أقلاما وأصواتا تعارض دعم الكنيسة للوطن من منطلق دعوتهم أن تنفصل الكنيسة عن الدور السياسي، وواضح أن الأمر التبس في أذهانهم بين الدور الوطنى والدور السياسي؛ فالدور الوطنى هو دعم مصر أمام العالم وليس دورًا سياسيًّا، دعم مصر الوطن والتي تعتبر الكنيسة جزءا لا تتجزأ منه.. وأتساءل: ألا تتجه هذه الأقلام وهذه الأصوات إلى المساهمة في دعم مصر، بدلًا من البحث عن الانقسام والفرقة!! ألا تُدرك هذه الأقلام أن مصر تصنع علاقات خارجية قوية قائمة على معايير دولية تُزيد من صلابة قوة مصر، فقد نسى البعض ما حدث لمصر السنوات السابقة من فقد علاقات تدعمها على كافة المستويات، واستطاعت مصر بعد 30 يونيو ومع تولى الرئيس السيسي دفة القيادة أن تُقيم علاقات متوازانة مع كثير من الدول على مستوى العالم وتحولت مصر في علاقاتها من مستوى التبعية إلى مستوى الندية.

علاقات دولية وإقليمية تمثل حِراكًا سياسيًّا وتاريخيًّا، وما كادت أن تستعيد علاقاتها مرة أخرى بصورة كبيرة على الصعيد الإقليمى والدولى بدأت تنظر مصر إلى قضية السلام في المنطقة وقضية مكافحة الإرهاب؛ بل تجاوزت التحدى الأكبر في إقامة علاقات على المستوى الدولى والإقليمى بخطوات ثابتة على منهجية وطنية لبناء علاقات إستراتيجية مع دول مثل روسيا والصين ودول أوروبية، وغيرها من الدول والآن أقامت علاقات مع الهند في مجالات متعددة.

الرئيس يتحرك نحو العالم في رحلات مكوكية في الفترة السابقة لتكون مصر أيقونة أمام العالم، وكل الجهود المخلصة وراء هذه التحركات، وقداسة البابا يدعم تحركات الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لأنه يساهم في دعم مصر أمام العالم، جهود رائعة وجهود تاريخية سوف تُسطر بقلم من ذهب في ذهن التاريخ، ولن يلتفت التاريخ إلى أشباه الأقلام، ولن يلتفت التاريخ إلى أشباه الأصوات والتي تدعى الحرص وما ينبغى أن يكون، فالمشهد يفرض نفسه والمواقف الوطنية لرجال مصر هي التي تحافظ على تراب هذا البلد وتصون كرامته أمام العالم، وأقول: سيادة الرئيس كلنا معكم، وأقول لقداسة البابا تواضروس: شكرًا لموقفكم الوطنى تجاه مصر.
الجريدة الرسمية