رئيس التحرير
عصام كامل

السد العالى فى خطر.. شروخ جدرانه تربك مسئولى الرى.. مستشار هندسى: مولدات بـ600 مليون جنيه تفتقد الكفاءة.. سالم: أنقذ مصر من الفيضان.. خبير مائى: كارثة بيئية على النيل

فيتو

سادت حالة من الارتباك بين مسئولى وزارة الرى عقب تردد أنباء عن وجود شروخ فى جدران السد العالى، فى ظل ما تشهده مصر من تناقص ملحوظ فى منسوب مياه النيل الذى يتزايد يومًا بعد الآخر،  حيث تعرض جسم السد لبعض الاهتزازات الأرضية منذ ما يقارب الـ3 سنوات، ووصلت إلى 3.5 بمقياس ريختر للزلازل، مما تسبب فى حدوث بعض الشروخ بجدرانه، والتى تتابعها إدارة الموارد المائية والرى على فترات متباعدة دون عمل أى علاج لها، إلى جانب وجود رشح فى الفواصل الإنشائية بين الوحدتين 3 و4 بمحطة أسوان.

وأكد أحمد عبدالجواد خبير هندسى ورئيس فريق الأبحاث بمعهد الكويت للأبحاث العلمية أن تلك الاهتزازات بسبب عمليات تطوير لأجهزة التحكم التى قامت بها شركة "ألستوم العالمية" إلى جانب تغيير الأرياش الروسية وتدميرها بشكل كامل حتى لا يتم إعادة استخدامها، ويتثنى استكمال عمليات الإحلال والتجديد، وتم سد جزء من فتحات السد تصل إلى حوالى 90 سم بالأسمنت والمواد الخرسانية المسلحة فأدى بدوره إلى تقليل كفاءة المولدات الكهربائية وتغيير الشكل التصميمى الذى تم تأسيس السد على أساسه.
وأضاف: "المشكلة تزايدت منذ بداية العام الحالى، فقامت الهيئة وبمخاطبة الجهات المعنية كوزارة الكهرباء والطاقة بتكليف أحد المكاتب الهندسية الاستشارية لعمل دراسة سريعة لحل المشكلة، وقامت الوزارة بالتعاقد على شحنة مولدات تكلفت ما يقارب 600 مليون جنيه إلا أنه وجد أن هذه المولدات سريعًا ما تسخن عند التشغيل مما يتطلب تعديل المولدات أو تعديل نظام التبريد".
وأوضح الدكتور محمد مصطفى أستاذ الكهرباء والطاقة بجامعة القاهرة أن السد العالى ساهم فى توليد 2 مليون و100 ألف كيلو وات من الطاقة الكهربائية بإجمالى 10 مليارات كيلووات ساعة سنويًا عند مخارج الأنفاق، ويتفرع كل نفق إلى فرعين مركب على كل منهما توربينة لتوليد الكهرباء من خلال عدد من التوربينات عددها 12 توربينة، قدرة التوربينة الواحدة 175 ألف كيلووات القدرة الإجمالية للمحطة.
ويشير الدكتور على سالم أستاذ البيئة المائية بقسم علوم البيئة كلية العلوم جامعة الإسكندرية إلى أنه لا أحد ينكر أنه تم بناء السد العالى لأسباب نبيلة، ومنها الحصول على الكهرباء مجانًا تقريبًا إلى جانب أن السد جنبنا ذلك الفيضان الذى كان يُغرق الأرض ولا يسمح بالزراعة إلا مرتين فقط فى العام، أما أخطر الأسباب فكان ضرورة الحفاظ على مياه النيل التى تضيع هدرًا فى البحر.
وعلى الجانب الآخر يرى عدد من الخبراء أن الآثار السلبية التى نتجت عن إنشاء السد العالى فاقت بكثير ما ولده من إيجابيات، فيقول أحمد عبدالقادر الريان الخبير المائى أن السد تسبب فى كم من الملوثات لنهر النيل، مشيرًا إلى أنه قديمًا كان النيل قادرًا على تنظيف نفسه تلقائيا وكذلك كل مصادر المياه فى مصر من ترع ورياحات ومصارف من خلال طرد الرواسب والطمى إلى جانبى النهر، والآن بات فريسة للنفايات وسموم المصانع.
الجريدة الرسمية