رئيس التحرير
عصام كامل

استيراد النفط الليبي بالجنيه في عيون المختصين.. «مهنا»: يضر الاقتصاد الليبي ويجبر طرابلس على الاستيراد من مصر.. «خزيم»: مبادرة لتطبيق التجارة البينية بين الدول العربية.. وخبراء يعت

فيتو

في ظل مساعي الدول العربية لمساندة مصر في محنتها وانتشالها من التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه، كشف صلاح عبدالكريم مستشار الجيش الليبي عن مبادرة ليبية لبيع النفط إلى مصر بالجنيه بدلًا من الدولار، لرفع قيمة العملة المحلية أمام الأجنبية مرة أخرى، في ظل ضرورة ملحة لإقامة مشاريع تربط بين الشعبين الليبي والمصري.


وأثار الأمر الجدل بين خبراء الاقتصاد، فكان لكل منهم نظرته لتلك المبادرة، متتبعًا عواقبها السلبية والإيجابية، وفيما يلي استعراض لأراء الخبراء.

نقص الدولار

وعن تأثير ذلك على الاقتصاد المصري، قال "عماد مهنا" أستاذ الاقتصاد السياسي والتخطيط الإستراتيجي: إن استيراد البترول بالجنيه من الجانب الليبي سيعود بالضرر على الاقتصاد الليبي نفسه، لأنه سيتسبب في نقص الدولار لدى ليبيا بعد تعاملها مع مصر بالجنيه، فعند رغبة ليبيا الاستيراد من الدول الأخرى في الوقت الذي انخفضت فيه قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأجنبي، ستعاني من الضغط على الدولار وعجز في عملتها أمامه.

وعن تأثيره على الجانب المصري، أوضح أنه سيعود بالفائدة على المدي القريب بخفض الضغط على الدولار والتقليل من عجز الموازنة والميزان التجاري، وتوفير العملة الصعبة التي يتم دفعها لشراء البترول من ليبيا حتى نستطيع من خلالها استيراد احتياجاتنا من الدول الأجنبية التي وصلت 75%، كما أن القرار يؤدى إلى اضطرار ليبيا لاستيراد معظم منتجاتها من مصر في حالة توفرها نظرا لعجز الدولار الذي ستعاني منه بعد تعاملها مع مصر بالجنيه.

سلبيات وإيجابيات

وتابع أنه في الوقت الذي تخفض فيه هذه المبادرة السلبيات التي ستعود على مصر من شراء البترول بالدولار، لم تجلب لمصر هذه المبادرة إيجابيات بالاستفادة من العملة الصعبة التي اختفت بين الدولتين، كما أن الاستفادة منها ستكون على المدى القريب فقط، لافتقاد مصر لاستثمار العملة الصعبة، متوقعا عدم استمرارها لأنها أشبه بعملية المقايضة باستيراد سلعة مقابل أخرى.

وأردف قائلًا: إن الدول العربية تسعى لتخصيص عملة موازية للتجارة الداخلية يطلق عليها "الدينار العربي"، يتم التعامل بها بين الدول العربية، ومع استمرار استخدامها سيصبح لها سعر في السوق ووضع عالمي وبالتالي سيعود النفع على الجميع.

تحطيم الموازين

وفي نفس السياق، قال المستشار الاقتصادي أحمد خزيم: إنه لم يكن المقصود من هذه المبادرة دفع الجنيه مقابل البترول، ولكن ما سيتم تطبيقه هو تجارة بينية وطبقات متكافئة بتبادل سلعة مقابل أخرى بين الدول العربية كلًا حسب تميزه وهو ما سيكون دفعة قوية تحطم موازين دول العالم.

وأضاف المستشار الاقتصادي: أننا نعاني من خفض القوة الشرائية للجنيه وبالتالي فالتعامل به كما هو مقترح سواء في التبادل التجاري مع ليبيا أو إيرادات قناة السويس لما يجلب الفائدة المتوقعة، لافتا إلى أن المطلوب تفعيل التصدير بالحصول على إيراد بالدولار، لحاجة مصر إليه وليس الجنيه.
الجريدة الرسمية