رئيس التحرير
عصام كامل

الأقباط والسيسي! «٢»


لا أحد يستطيع أن ينكر أن السيسي هو الرئيس المصري الوحيد الذي نجح في نسج علاقة وطيدة وقوية وطيبة مع الأقباط مبكرا منذ أن تولي رئاسة الجمهورية، بل ربما قبل أن يتولي هو الرئاسة.. فقد جاهر الأقباط بالإعلام ليس فقط عن دعمه كمرشح في الانتخابات الرئاسية، بل عن حبهم وتقديرهم له، ولم تخف الكنائس المصرية الثلاث وليس الكنيسة الأكبر الأرثوذكسية وحدها تأييدها له كرئيس.. ووصل هذا الحب لذروته عندما بادر بزيارة الكنيسة في عيد الميلاد المجيد وكرر ذلك، فضلا عن الوفاء بوعده بإعادة بناء الكنائس التي تهدمت وأحرقت بعد ٣٠ يونيو في إطار خطة الإخوان وحلفائهم للانتقام من الأقباط وإثارة فتنة طائفية تتيح لهم الصورة مرة أخرى إلى حكم البلاد.


ولاشك أن تلك العلاقة الطيبة جدا بين السيسي والأقباط أزعجت أطرافا عديدة.. أزعجت أولا كل المتطرفين في داخل البلاد الذين لا يعتبرون الأقباط مواطنين درجة أولى على قدم المساواة مع المسلمين.. وأزعجت ثانيا كل من لا يرغب في أن يري السيسي رئيسا للجمهورية ويتمني اليوم الذي يترك فيه هذا المنصب، وأزعجت ثالثا تلك القوة الإقليمية والدولية التي تتعامل مع السيسي بوصفه خصما إن لم يكن عدوا أحبط لها مخططاتها ومؤامراتها لإخضاع مصر والمنطقة كلها لهيمنتها.

ولذلك عندما اخفقت كل محاولات نشر العنف في البلاد لضرب الاستقرار الأمني والسياسي اتجهت كل المحاولات الداخلية والخارجية لضرب علاقة السيسي بالأقباط.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية