رئيس التحرير
عصام كامل

الأقباط والسيسي! «1»


عندما استضاف السيسي وهو مازال قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع، كلا من شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية في اجتماع ٣ يوليو ٢٠١٣ الذي بحث أوضاع البلاد بعد انتفاضة الشعب في ٣٠ يونيو، مطالبا بالتخلص من حكم الإخوان، لم نسمع كلمة اعتراض أو تحفظ واحد، على ذلك، ولم يخرج أحد ليقول للسيسي وقتها هذا إقحام للدين في السياسة.. بل على العكس تماما الجميع خرجوا يصفقون ويهللون ويقدمون التحية للسيسي على ما قام به وما فعله الجيش المصري عندما انحاز للشعب في مواجهة الإخوان استجابة لطلب الملايين.


أما عندما قررت الكنيسة أن ترسل عددا من الأساقفة إلى نيويورك للمشاركة في الإعداد لزيارة الرئيس السيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد ارتفعت أصوات عالية تستنكر ذلك وتعتبره خلطا بين الدين والسياسة، أواستخداما للدين في السياسة وانتقدوا ما قامت به الكنيسة واعتبروا أنها تقوم بدور ليس لها.. بينما هاجم آخرون من بعض المسيحيين ذلك الذين صاروا مؤخرا ينتقدون أي شيء يقرره أو يفعله أو يقوله السيسي متأثرين بغضب أصابهم بعد تكرار حوادث صدامات طائفية ودينية خاصة في المنيا ما شاب تصرف الأجهزة الأمنية والإدارية فيها من بطء وعدم حسم.

وهكذا يتحدث البعض فقط عن «تدخل الدين في السياسة» حسب المزاج، أو حسب المصلحة من وجهة نظره.. فلا اعترض على مشاركة رموز دينية في اجتماع مادام هذا الاجتماع أسفر عن التخلص من الإخوان، ولكن أي دور من رموز دينية لدعم السيسي فهو مرفوض من هؤلاء ماداموا يناصبون السيسي الآن العداء..

 هذه ملاحظة أولية قبل الحديث عن علاقة السيسي والأقباط بمناسبة دعم الكنيسة له في زيارته لنيويورك.. وندخل في الموضوع غدا.
الجريدة الرسمية