رئيس التحرير
عصام كامل

الغائبون في العيد... المسنون.. والمثقفون!


كل سنة وكل الإنسانية بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كنت في حيرة هذا الأسبوع في أي موضوع أكتب، خاصة ونحن في أيام أعياد، كنت في بداية عملى الصحفى قدمت موضوعا اعتبرته غير عادى منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، كان عيد الأضحى في دار مسنين، شاهدت نزلاء يجلسون في البلكونة يقرأون الجريدة، عندما قمت بالزيارة سمعت ربما حاليا الأغلبية منا يعرفها، عرفت مدى الإهمال الشديد من الأهالي لنزلائهم في الدار، وطبيعى أمر في غاية الصعوبة والمرارة عندما تشعر أنك فقط منتظر ملاك الموت الرحيم لينقذك من الحياة التي فقدت كل مقوماتها كحياة إنسانية عادية. 


والحالة التي لا أستطيع أن أنساها، رجل عندما دخلت غرفته، قام واعتدل مرحبا بى وتخيلنى ابنه، وجلس يتكلم معي، وأنا أحاول أن أتفاعل معه وتركته يعتقد أننى ابنه لأنه كان سعيدا بهذه الزيارة، سألت المرافقة له قالت: له ابن وحيد وللأسف لا يحضر لزيارته، وكثيرا ما يسأل عليه ونحن لا نعرف التواصل مع ابنه، المعلومة المهمة جدا أنه كان أستاذا للدكتور أسامة الباز مدير مكتب الرئيس الأسبق حسنى مبارك في ذلك الوقت، والجميل هنا أنه كان دائم السؤال عليه تليفونيا، وأحيانا كان يذهب بلا حراسة لزيارته وتقبيل يده، هذه القصة تذكرتها وللأسف أكيد سقط من ذاكرتى تفاصيل مهمة تذكرتها عندما وجدت رسالة في الخاص من إحدى كبريات الصحف السعودية للأسف، ولكم نص الرسالة:
السيد/..........
أعرفك بنفسي.....- صحيفة........ لدى محور في صحيفة (......) في الصفحة الثقافية وأحب أن تكون مشاركا به، سيكون مشتركا بأكثر من بلد وحضرتك من ناحية مصر، الحديث عن ملاحقة المثقفين، الاغتيالات التي طالت أسماء مثقفة في مصر، تحديدًا (كيف هي حالة المثقف المصري صاحب الفكر الحر في ظل الثورة التي وقعت) سيكون المحور تحت مقدمة:

"منذ أن اندلعت الثورات العربية إبان ما يسمى الربيع العربي والوضع الراهن للمجتمع العربي بكافة أطيافه يعيش في دوامة من المد والجزر، لم يستثنى المشهد الثقافي من الدخول في هذا المُعترك الذي زجّ بدوره أسماء برزت في هذا الحقل إلى السجون وفي أحيان كثيرة إلى الموت" الإفادة من 200 كلمة.....

أرجو أن تقبل دعوتي وسأتفهم إذا كان الرفض سيد الموقف بالتأكيد..أنتظر ردك...تقديري واحترامي!

انتهت الرسالة وحتى أفهم سألت الصحفية -أحتفظ بالحوار واسمها واسم الجريدة- قلت: مصر لا يوجد فيها ملاحقة للمثقفين وإذا كان لديك أسماء أخبريني بها!

قالت:عفوا سيدي، ماذا عن حلمي سالم وكريم عامر وفي الوقت القريب أحمد ناجي والكاتبة فاطمة ناعوت وجهت لها تهم قضت ما يقارب 3 سنوات في السجن!!؟ قلت: أولا الشاعر الكبير حلمى سالم ورحل من سنوات، الأمر المهم أن حلمى سالم لم يسجن، أما أحمد ناجى نال حكما بالقانون ليس لأنه مطارد لوجهة نظر، ولكن تقديمه رواية حتى رئيس تحرير أخبار الأدب طارق الطاهر قال لى إنها نشرت بطريق الخطأ ولو أنه رأى القصة ما نشرها لبذاءتها وضعف مستواها الفنى، أنه قدم قصة تخجل من قراءتها بمفردك ومستحيل ستعطيها لأولادك..أحمد ناجى ليس له أي قيمة ولا أحد يعرفه !

قالت: ناعوت ألم تقضى 3 سنوات في السجن ؟؟! قلت: ولا ساعة واحدة..الست ناعوت في أمريكا وقضية أنها تريد مثلا تحريم ذبح الخروف في عيد الأضحى ! هذه لسيت وجهة نظر! ومن كريم عادل؟

قالت: سيدي أنا لم أقصدهم بالذات كان سؤالي منذ البداية عن حالة المثقف المصري بشكل عام هل هناك سقف لحرية الكتابة لحرية الرأي كون أن الحريات مسلوبة بشكلها العام في الدول العربية...وأشكر إفاداتك بالطبع...وتواصلك....ورأيك له كل الاحترام

قلت: الحرية لا تعطى من حاكم.. وسقف الحرية يمكن أن يحدده حالم، الذي يحدد هذا هو المثقف ذاته!

الذي جعلنى أربط بين الموقفين، عنوان في أحد المواقع المهمة يقول: مثقفون في العيد خلف القضبان! قرأت التقرير اكتشفت أن المثقفيين هم إسلام بحيرى سليط اللسان، أحمد ناجى النكرة، ولم أجد لهم ثالثا! لا..!

أحيانا تضيق نفسى بالحرية، لأن الحرية مسئولية وليست نوعا من الشغب نمارسه، بل الحرية بدون المسئولية فوضى وعشوائية لا تؤدى إلا إلى التدمير، صحيفة تريد خلق رأي عام وهى لا تعرف الأحياء من الأموات، وبث الشائعات أصبح سوقا رائجة في هذا الزمن..عيد سعيد عليكم..!
الجريدة الرسمية