البابا وزيارة السيسي لنيويورك.. «ضربة معلم»!
بتعليمات وتوجيهات مباشرة من البابا تواضروس وصل إلى نيويورك الأنبا يوأنس سكرتير البابا ومعه الأنبا بيمن مطران نقادة وقوص للترتيب لزيارة الرئيس السيسي والتكليف المباشر هو "الحشد والدعم والتأييد للزيارة" وتوجيهات صريحة لكهنة نيويورك بالمشاركة في الاستقبال وفي الوقت نفسه وصل أيضا إلى هناك وفد من الكنيسة الإنجيلية للمهمة نفسها فضلا عن مهمة أخرى تتعلق بشرح الأوضاع في مصر للكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة!
الأنبا يوأنس أشاد عقب وصوله بقانون بناء الكنائس الجديد وبمجمل الأوضاع في مصر..وهنا نتوقف عند رفض بعض النشطاء لموقف الكنيسة حيث يعتبرونه "تدخلا من الكنيسة في العمل السياسي وهو الدور الذي قالوا إن على الكنيسة أن تبتعد عنه وتنأي بنفسها من التورط فيه"!
وبعيدا عن المقارنة بالحشود الإخوانية هناك للتشويش على الزيارة وتشويهها ومن أدوات ذلك التظاهر وإرسال الخطابات للاحتجاج كما قال الإخوانجي باسم خفاجي أمس وتحديدا إلى هيلاري كلينتون لمنعها من لقاء السيسي !
نقول.. بعيدا عن ذلك نتوقف عند سوء فهم هؤلاء النشطاء وعدم إدراكهم للفرق بين العملين الوطني والسياسي..فدعم رئيس البلاد في زيارة خارجية عمل وطني لأن الرئيس ينوب في الزيارة عن الوطن كله.. أما دعم السيسي في الانتخابات الرئاسية مثلا هو عمل سياسي لأنه يحمل انحيازا له مقابل مرشحين مصريين آخرين.. ويبدو الالتباس في الفرق بين كل من العمل الوطني والعمل السياسي عند قطاعات عديدة في مصر.. حيث اعتبر بعضهم ذات يوم أن اعتصام القضاة في ناديهم ضد عزل النائب العام عمل سياسي على خلاف الحقيقة حيث كان عملا ضد التعرض لاستقلال السلطة القضائية وهو خليط من العملين الوطني والنقابي حيث يمس أصلا ثابتا من أصول العمل القضائي في مصر.
بينما حشد القضاة لدعم السياحة في شرم الشيخ فهو عمل وطني بلا جدال.. لكن إن قرر القضاة الانحياز لمرشح رئاسي أو نيابي ضد آخر فهو عمل سياسي بلا جدال أيضا، ولم نر ذلك إلا من الإخوان وحدهم في حركة "قضاة من أجل مصر" و"قضاة رابعة" ممن شاركوا في الاعتصام أو القضاة الذين دعوا لانتخاب مرشحي الجماعة في اللجان التي شاركوا في المراقبة عليها!
كل التحية لموقف الكنيسة التي كانت دعوتها عامة لكل المصريين في المهجر وللبابا تواضروس شخصيا وقد تحمل جهل الحهلاء.. والخزي لأمثال مرقص عزيز ولغيره ممن تتوحد مواقفهم هناك مع أعداء مصر سواء بسواء.. فقد جرف موقف الكنيسة المصرية الوطنية أمامه كل الأسماء وكل الأشخاص وكل المواقف..
هي وبحق "ضربة معلم"!!