رئيس التحرير
عصام كامل

فوضى الاستيراد العشوائي والسلع الاستفزازية.. خبراء: تستنزف العملة الصعبة.. يجب زيادة الجمارك والاعتماد على المحلي لتنشيط الصناعة.. تشجيع المستوردين باتباع «المقايضة»..وتوعية المواطنين بترشيد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع استمرار أزمة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، تبحث المؤسسات الاقتصادية لوضع حد لتلك الأزمة، وإيجاد الحلول السريعة لضبط الأسعار، ووضع أولويات للسلع التي يتم استيرادها، حيث أصبحت السوق المصرية مرتعا للبضائع والسلع الرديئة، وذلك في ظل فوضى وعشوائية الاستيراد، الذي يستنزف أموالًا ضخمة من العملة الصعبة.


قوائم للسلع

وطالب خبراء الاقتصاد والتجارة بوضع قوائم تضم السلع الأساسية التي يحتاجها السوق المحلي، وبما لا يضر بسياسة الاقتصاد الحر، بالإضافة إلى تحسين جودة الإنتاج المحلي، ووقف استيراد السلع الكمالية والاعتماد على البدائل المحلية لتخفيف العبء عن ميزان المدفوعات.

سلع استفزازية

قال الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة: إن مصر بها حرية في الاستيراد، وهناك اعتقاد بأن هناك سلعا استفزازية تزيد من الضغط على العملة وتتسسب في مشكلات، مشيرا إلى أن السلع التي يراها البعض استفزازية، تعد ضرورية بالنسبة لآخرين.

تشجيع السياحة

وأوضح الشريف لـ"فيتو" أن أي منتج يتم استيراده من الخارج طالما عليه الطلب فلا يمكن حجبه، مشيرا إلى أن مصر دولة تشجع السياحة وقد يتطلب ذلك وجود سلع بعينها لا يستخدمها إلا السياح وحجبها يسبب ازعاجا للسائح، وعلى سبيل المثال فالكلاب المستخدمة في الحراسة تأكل طعاما معينا وبدونه تفقد هذه الكلاب خواصها وصفاتها.

دراسة مؤسسية

وأضاف أن الاستيراد يحتاج إلى دراسة وشكل مؤسسى لمعرفة حجم السلع التي يطلق عليها "استفزازية " وإجمالي تكلفتها وقياسها إلى إجمالي حجم الاستيراد الكامل، والذي وصل هذا العام إلى 90 مليار دولار، ومعرفة الأرقام ستظهر نسبة الاستفزاز في السلع، إنما الحجب التام لا يجوز.

تنشيط الصناعة

أكد رضا لاشين الخبير الاقتصادي، أن مواجهة استيرد السلع الاستفزازية يتم عن طريق تنشيط الصناعة، واستيراد التكنولوجيا اللازمة "النو هاو" أو سر الصنعة، وكذلك استيراد خطوط الإنتاج للتصنيع في مصر، مضيفا أنه يمكن أيضا مواجهة استيراد السلع الاستفزازية عن طريق تشجيع المستوردين باتباع نظام المقايضة، فيكون هناك شحنة استيرادية مقابل شحنة تصديرية، والتي بها يتم تشجيع الإنتاج الصناعى والزراعى والخدمات، مشددا على ضرورة توعية المواطنين بترشيد الاستهلاك وضرورة وجود وعي استهلاكى للمواطنين.

السلع المحلية

وأشار لاشين لـ"فيتو" إلى أنه يجب أن تكون مشتريات الحكومة منصبة على المنتجات غير المتوفرة وعدم شراء أي منتجات لها بديل محلى، موضحا أنه يجب التوعية بسبل المحافظة على الاحتياطي النقدى وعدم إهداره، مشيرا إلى أن هناك سلعا تضر الاقتصاد مثل استيراد مانجو من المكسيك ولدينا أفضل المنتجات، كذلك استيراد بومب وصورايخ وألعاب نارية لا طائل من ورائها، بل أنها تعمل على إهدار العملة الصعبة.

زيادة الجمارك

وشدد لاشين على ضرورة زيادة الجمارك والضرائب والرسوم على السلع غير المفيدة، بالإضافة إلى عدم فتح أي اعتمادات مستندية من البنك لهذه السلع.

الاستيراد العشوائي

وقال محسن التاجوري، نائب رئيس شعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، لـ"فيتو": إن الاستيراد العشوائى يتسبب في العديد من المشكلات نتيجة تكالب البعض على استيراد سلع من الخارج لها بديل محلي.

وشدد التاجورى على ضرورة الابتعاد عن استيراد أي سلع استفزازية من الخارج في الوقت الحالى؛ لعدم الضغط على الدولار والعملة الصعبة، لافتا إلى أن طعام القطط والكلاب وغيرها من السلع المستفزة تمثل احتياجات 1% فقط من المجتمع ويجب التخلى عنها، مشيرا إلى ضرورة زيادة الجمارك على تلك السلع في حالة الإصرار على استيرادها من الخارج.
الجريدة الرسمية