رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والأزمة الليبية


رغم كل المحاولات الهادفة لإبعاد مصر عن القيام بدورها الطبيعى في الأزمة الليبية باعتبارها الجارة العربية الأكبر لليبيا، وبوصفها الدولة العربية الأكثر تعرضا لخطر هذه الأزمة، فإن رئيس الحكومة الليبية لم يجد أمامه سوى أن يأتى للقاهرة مجددا بحثا عن مساعدتها في احتواء هذه الأزمة التي زادت تعقيدا بعد التدخلات الأجنبية والتهديدات الغربية والأمريكية للجيش الليبى الذي نجح بقيادة خليفة حفتر في تطهير منطقة الهلال النفطى الليبى من الميليشيات المسلحة.


وهذه المرة يأتى السراج للقاهرة بعد أن بادر هو شخصيا بإعلان رفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وبعد أيضا دعوته لاجتماع لكل الفرقاء في ليبيا للاجتماع واستئناف التشاور والتفاوض معا وبدون مبعوث دولى بحثا عن حل لخلافاتهم.. أي أنه يأتى للقاهرة بعد أن اقترب من موقفها الرافض لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وأيضا بعد أن تجاوز دور المبعوث الدولى الذي تشكك قوى ليبية مهمة في مقدمتها مجلس النواب الليبى في حيادية وموضوعية المبعوث الدولى.

إنه ليس مجرد اعتراف من السراج بأهمية وضرورة الدور المصرى في حل الأزمة الليبية، خاصة وأن مصر تدعم -كما أعلنت مرارا -الشرعية الليبية والمتمثلة في مجلس نوابها المنتخب وبالتالى تدعم جبشها الوطنى الذي يؤيده هذا المجلس بل وقام بتحيته بعد تطهيره منطقة الهلال النفطى من المسلحين بترقية حفتر إلى رتبة المشير.. وهذا ما سوف يضطر في نهاية المطاف أن يعترف به الغرب والأمريكان في ظل الانتقادات التي توجه للحكومات الغربية من داخل دولها لتدخلها السابق في ليبيا الذي تمخض عن كوارث.
الجريدة الرسمية