رئيس التحرير
عصام كامل

زراعة 33 ألف فدان بالمنيا بالصرف الصحي والمسئولون في إجازة «تقرير»

فيتو

يبدو مشهد الحياة طبيعيا لمزارعى قرى غرب محافظة المنيا التي تعد من أكبر المحافظات، من حيث الإنتاج الزراعي، حيث تسهم بـ 6.78% من مساحات مصر الخضراء، لكن تحت أرض زراعاتها تجرى مياه ملوثة تسمم في طريقها المحاصيل وأكباد المنياوية.


رى 33 ألف فدان بمياه بـ "الصرف الصحى"

أدى غياب المناوبات بصفة دائمة وعدم وصولها لرى الأراضى، إلى رى 33 ألف فدان تقع على جانبى مصرف المحيط من أبوقرقاص جنوبا حتى العدوة شمال بمياه الصرف الصحى، ذلك المصرف الذي يصب 8 آلاف متر مكعب يومي من مياه الصرف يعتمد عليها آلاف المزارعين في عملية الري، فرغم إصدار المجلس تقريرا عن لجنة البيئة يؤكد تعدد مصادر تلوث المياه التي يعتمد عليها المزارعون في رى أراضيهم إلا أن تلك الإجراءات التي يتخذها مسئولو المنيا لمنع ظاهرة الرى بمياه الصرف الصحى غير جادة. 

"مستنقع الصرف الصحى " 

فإذا حاولت أن تصف "مصرفا لمحيط" في كلمات فلابد أن تذكر أنه ليس فقط مستنقعا للمخلفات والقمامة وإنما مستنقع للحيوانات النافقة، فإذا قادك القدر لأن تمر بجانب مصرف المحيط فلابد أن تجلب "كمامة طبية"، لأن الروائح الكريهة الناجمة عن المصرف ستكون في استقبالك، تعود على تلك المناظر جميع أهالي قرى غرب المنيا، خلال مرورهم بالمصرف بصفة مستمرة.

وفى سياق متصل، أصبحت مياه مصرف المحيط المصدر الأساسى لرى أراضي القرى المطلة عليه، ويؤكد "م. ع"، وأحد المزارعين المطلة أرضه على مصرف المحيط بمركز سمالوط شمال المنيا، بالفعل نستخدم هذه المياه لرى أراضينا. مدللا على ذلك بالقول: "معندناش بديل تانى، للصرف الصحى وإلا الأرض تموت"، مؤكدا أن غياب دور المسئولين التنفيذيين في الرى، غياب المناوبات بصفة دائمة وعدم وصولها لرى الأراضى، لافتا، أن تلك المحاصيل دائما تكون مختلفة في الطعم واللون وتكون غالبا مسرطنة بسبب الصرف الصحى.

"سيارات الكسح تلقى مياه الصرف في ترع الري" 

وعلى جانب آخر، تفرغ سيارات الصرف التابعة لشركة المياه بالمنيا حمولتها من مياه الصرف الصحي التي يتم كسحها من المنازل في ترع الري والمساقي العمومية والفرعية والتي تروي بشكل مباشر عشرات الأفدنة الزراعية بزمام المحافظة.

كانت "فيتو"، قد رصدت سيارة كسح لخزانات الصرف الصحي تصب في "مصرف المحيط" بمركز سمالوط شمال المنيا، الذي يروى منها المحاصيل الزراعية، فيعد "مصرف المحيط " هو المصدر الأول والرئيسي الذي يحمل مياه صرف زراعي وصناعي وصحي يصب مباشرة في نهر النيل، دون أدنى متابعة لمخاطره من المسئولين، الذين بدوا وكأنهم في إجازة في تعاملهم مع تلك الأزمة.
الجريدة الرسمية