رئيس التحرير
عصام كامل

زى النهارده.. عبد الناصر يطفئ آخر سيجارة في حياته

فيتو

عاش الرئيس جمال عبد الناصر فترة معاناة صحية ونفسية بعد نكسة يونيو 67 وبدأت مضاعفات السكر تظهر عليه بوضوح حتى أنه شعر بآلام شديدة في الساق اضطرته إلى السفر إلى مصحة تسخالطوبو بالاتحاد السوفيتى للعلاج، وعاد وقد تحسنت صحته.


إلا أنه في منتصف سبتمبر 1969 أصيب الرئيس بالأزمة القلبية الأولى وحدوث جلطة في الشريان التاجى للقلب نتيجة الإرهاق الشديد، وأكد طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب أن هذا النوع من الجلطات يحدث بدون ألم.

وكما يحكى سامى شرف مدير مكتب الرئيس للمعلومات في ذكرياته مع عبد الناصر: 

"اجتمع الطبيبان منصور فايز ومحمود صلاح الدين وطلبا راحة تامة ثلاثة أسابيع على الأقل، وبالفعل اعتكف عن العمل بضعة أيام لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، وفى هذه الأيام استدعانا الرئيس إلى منزله حيث أبلغنا بما قرره الأطباء وطلب منا (أمين هويدى،السادات،شعراوى جمهة، هيكل وأنا) استمرار العمل بنفس الأسلوب وأن يذاع خبر بأن الرئيس مصاب بالإنفلونزا وأنه سيلزم الفراش بضعة أيام.

ولم يمر سوى يومين حتى أصر على مقابلة السفير الروسى للحصول على معدات وقطع غيار سوفيتية للقوات الجوية والدفاع الجوى المصرى، وفى اللقاء أبلغهم عن إصابته بأزمة قلبية.

وفى اليوم التالى حضر الدكتور شازوف نائب وزير الصحة السوفيتى وفحص الرئيس بمشاركة الأطباء المصريين المعالجين منصور فايز ومحمود صلاح الدين والصاوى حبيب وطلب الجميع امتناع الرئيس عن التدخين.

وكان الرئيس يدخن نحو 60 سيجارة في اليوم وتفاوتت أنواع السجاير التي يدخنها بين كرافن عندما كان ضابطا بالجيش إلى Lm خلال الخمسينات ثم كنت من نهاية الخمسينات حتى أطفأ آخر سيجارة له في 16 سبتمبر 1969.

يقول سامى شرف اتفقنا بعد ذلك أن نمتنع عن التدخين على الأقل في وجود الرئيس مجاملة له وكان يقول ضاحكا (طيب أنا مبطل سجاير أنتم مالكوش دخل واللى بيشرب سجاير منكم يتفضل يولع".
الجريدة الرسمية