حادث سوهاج و«التاريخ» الذي ينتظر وزير التموين !
عند قرية العتامنة بسوهاج قام الأهالي أمس بتوقيف سيارة أسطوانات البوتاجاز وتغيير مسارها ثم قاموا بأنفسهم ببيعها بالسعر الرسمي وتسليم عائد البيع إلى المسئولين عن السيارة !
الحادث يعني يأس الأهالي من تصدي الأجهزة المختصة للصوص البوتاجاز.. ويعني أنهم يعرفونهم ويعرفون ألاعيبهم في الاستيلاء على مخصصات الفقراء وحقوقهم وهذا يعني أيضًا أن تقصيرا كبيرا يجري في الحفاظ على أموال المصريين يبلغ حد التواطؤ!
الآن.. يمنح القدر لوزير التموين الجديد اللواء محمد على الفرصة الكبيرة ليدخل التاريخ من باب كبير.. ليس لحادث سيارة البوتاجاز بطبيعة الحال.. ولا للأمل المعقود عليه في التصدي لارتفاع الأسعار.. ولا للتفويض الممنوح له من القيادة السياسية للتصدي لظواهر تموينية سلبية عديدة.. وإنما للأسباب الثلاثة السابقة مجتمعة.. رغم أن القانون لا يساعد الوزير الجديد حيث ارتضت أنظمتنا السياسية العمل بقوانين السوق التي تتعارض مع تسعير السلع ووضع سقف أو حدود لها لكن هناك أدوات أخرى يمكن استخدامها في المواجهة منها -مثلا- تحديد عصابات الاستيلاء على سيارات البوتاجاز والتي تبيعها في السوق السوداء بأضعاف سعرها وهو ما يشكل "جريمة سرقه علنية" وكذلك تهمة "تسهيل الاستيلاء على المال العام لمن يساعدهم من موظفي البترول.. وهكذا من يريد التصدي للإجرام سيتصدى له ومعه -الآن- تأييد شعبي جارف يصل إلى حد التوسل للوزير ليتدخل بكل قوة ليرحم الغلابة من لصوص الأسواق المصرية.
ثم تأت معركة كروت الشحن وهي سلعة غير مرنة لا يمكن الاستغناء عنها وبالتالي يمكنها أن تكون معركة جيدة للوزير.. فضلا عن الملفات الأخرى الجاهزة من صوامع القمح إلى سرقة الدعم من المخصصات التموينية وتأخر صدور بطاقات تموينية لمستحقيها!
الفرصة تأتي في التاريخ مرة واحدة.. من يستفيد منها يمنحه التاريخ الفرص مجددًا ومن يرفض هدايا التاريخ سيخسره ويظل خارجه إلى الأبد.. وليس أمام الوزير خيارات أخرى !