«ميتشيو كاكو» خليفة أينشتاين.. يعشق تبسيط الفيزياء
يعد ميتشيو كاكو Michio Kaku أحد علماء الفيزياء البارزين على مستوى العالم، وهو عالم أمريكي مختص بمجال الفيزياء النظرية، ومتخصص في نظرية الحقل الوتري String field theory، أيضا يشتغل كعالم مستقبليات.
مثال للمثابرة
وتعد حياة كاكو مثالًا لمثابرة والإصرار، فقد ولد في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير، 1947 من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، والتقى والده بأمه لأول مره في أحد مخيمات الاعتقال التي احتجز فيها الأمريكيون من أصل ياباني وأنجبا اثينين من أخوته داخل المخيم، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1972.
خليفة أينشتاين
كاكو يعشق تبسيط الفيزياء للجميع، ولذلك فإنه ضيف برنامجين إذاعيين، وكتبه دائما من أعلى الكتب مبيعا ومنها كتاب "رؤى مستقبلية؛ كيف سيغير العلم مستقبلنا في القرن الواحد والعشرين" الذي ترجم في سلسلة عالم المعرفة.
وتدور أبحاثه حول محاولة استكمال حلم آينشتين للوصول إلى نظرية ”كل شيء” أو ما كان يطلق عليه نظرية ”المجال الموحد”، وهي عبارة عن معادلة فيزيائية واحدة متناسقة لا يزيد طولها عن بوصة واحدة، يمكنها أن تصف كل قوى طبيعية وذلك لفهم كيف يعمل الكون الذي نعيش فيه.
الإنتاج العلمي والكتب
ويعمل كاكاو كبروفيسور زائرا في كل من جامعة برينستون وجامعة نيويورك، و كتب كاكاو أكثر من 70 مقالًا علميًا وعددًا من الكتب منها "الفضاء الفائق" "Parallel World "مستقبل الفيزياء "و"مستقبل العقل"، وقد قدم كاكاو برنامجًا علميًا على قناة "discovery" عن علوم المستقبل.
أشهر نظرياته
واكتشف بروفيسور كاكاو نظرية الأوتار"String Theory" وهي عبارة عن مجموعة معادلات رياضية معقدة. تنص هذه المجموعة من الأفكار على أن الأشياء أو المادة مكونة من أوتار حلقية مفتوحة وأخرى مغلقة متناهية في الصغر لا سمك لها وأن الوحدة البنائية الأساسية للدقائق العنصرية، من إلكترونات وبروتونات ونيترونات وكواركات، عبارة عن أوتار حلقية من الطاقة تجعلها في حالة من عدم الاستقرار الدائم وفق تواترات مختلفة وإن هذه الأوتار تتذبذب وتتحدد وفقها طبيعة وخصائص الجسيمات الأكبر منها مثل البروتون والنيوترون والإلكترون. أهم نقطة في هذه النظرية أنها تأخذ في الحسبان كافة قوى الطبيعة: "الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية"، فتوحدها في قوة واحدة ونظرية واحدة، تسمى النظرية الفائقة M-Theory.
وتهدف النظرية إلى وصف المادة على أنها حالات اهتزاز مختلفة لوتر أساسي وتحاول هذه النظرية الجمع بين ميكانيكا الكمQuantum Mechanics، التي تفسر القوى الأساسية المؤثرة في عالم الصغائر (القوة النووية الضعيفة، القوة الكهرومغناطيسية، القوة النووية القوية) وبين النظرية النسبية العامة التي تقيس قوة الجاذبية في عالم الكبائر ضمن نظرية واحدة والتي تقول بإن الكون هو عالم ذو عشرة أو أحد عشر بُعدًا، على خلاف الأبعاد الأربعة المحسوسة، وأن هنالك 6 أو 7 أبعاد أخرى، إضافةً لأبعاد العالم الثلاثة مع الزمن، غير محسوسة ومنطوية على نفسها، أما هذه النظرية الجديدة فتعتقد بأن الكون مكون من 26 بعدًا، اُختزلت فيما بعد إلى عشرة أبعاد.
واستنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولًا بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، فالكون يتصرف على نمط العزف على الأوتار.