رئيس التحرير
عصام كامل

خطاب «باباوي» يثير أزمة على مواقع التواصل.. البابا يوفد أساقفة لحشد الأقباط والاحتفاء بالرئيس في أمريكا.. رامي كامل: المبادئ لا تتجزأ.. وفصل الكنيسة عن السياسة معركة تحتاج إلى نفس طويل

فيتو

 أثار الخطاب الصادر عن المقر الباباوي، التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأمريكا، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي دعا الأقباط بالخارج لدعم الرئيس السيسي خلال زيارة نيويورك لإلقاء كلمة مصر في الأمم المتحدة.


وأبدى الخطاب اهتمام البابا تواضروس بنجاح هذه الزيارة، وانتداب الأنبا يؤنس أسقف أسيوط، والأنبا بيمن، أسقف نقادة وقوص، للإعداد لهذه الزيارة المهمة، وناشد الخطاب الآباء الكهنة التنبيه على هذا الحدث بتدقيق شديد، وتشجيع الشعب على الوجود أمام مبنى الأمم المتحدة من الساعة التاسعة صباح يوم الثلاثاء 20 سبتمبر، وسوف تقوم كل كنيسة بترتيب وسيلة الانتقال ذهابًا وإيابًا.

• اقرأ:
خطاب «باباوي» يدعو أقباط أمريكا لدعم الرئيس في زيارته

ووصل الوفد المكلف من البابا إلى كنيسة مارجرجس والأنبا شنودة بيجيرسي سيتي، ليبدأ المهام الموكلة إليهم في حشد الأقباط وحثهم لدعم الرئيس خلال زيارتة المرتقبة.

وأكد الأنبا يؤانس أسقف أسيوط والموفد من البابا للإشراف على دعم وتعضيد زيارة الرئيس، أن البابا مهتم بدعم وتعضيد والاحتفاء بزيارة الرئيس الثالثة للولايات المتحدة الأمريكية، وقال: "مادام سيدنا باعت حد، يبقى نعلِّي راسه، ويجب أن يعلم الجميع أن الأقباط هنا قوة، وإذا خرج عدد صغير منا سنظهر كضعفاء".

وأضاف يؤانس أن "الأقباط وصلوا إلى حل لم يكونوا ليحلموا به فيما يتعلق بتقنين الكنائس القديمة، وحاليًا أي مكان يصلَّى به سيُقنن كنيسة مهما كانت الأرض، سواء زراعية أو ملك الدولة".

وتحدث عن أيام الإخوان والمعاناة التي عاشها الأقباط متحملين البقاء في وطنهم مصر، ونادى الوفد المكلف من البابا الأقباط بأمريكا للخروج أمام مقر إقامة الرئيس وأيضًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفاء به.

وجاءت كلمة الأنبا بيمن، أسقف قوص ونقادة، ورئيس لجنة الأزمات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قائلًا: "نحن نعيش العصر الذهبي للمسيحيين رغم مضايقات السلفيين في المنيا وغيرها، ولكن هذه الأشواك مزروعة من عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وترعرت في عهد السادات ومبارك، فلا يجب أن نحاسب الرئيس السيسي على تلك الأشواك في عامين".

وشن عدد من الأقباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة لفكرة إيفاد أساقفة لدعم وتعضيد الزيارة، بالإضافة لآليات حشد أقباط المهجر، بينما وجد الأمر استحسان البعض.

تجزئة المبادئ
وقال رامي كامل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ماسبيرو للتنمية: "تعالوا نجيب من الآخر، الخلاصة الكنيسة هتحشد أتوبيسات الخرفان لاستقبال السيسي، وده أمر حتى لو لقى معارضة من الشباب وبعض الكبار بس هيحصل".

وأضاف "كامل" أن "الاعتراض مبني على عدمة تجزئة المبادئ، من كام سنة كان الصوت ضعيف، ودلوقت أعلى وأقوى، وبكره هيعلى أكتر لحد ما نوصل لفصل الكنيسة عن السياسة وترجع لدورها الروحي".

وتابع: "إننا يوميًا نربح مربع ويزداد أعداد الرافضين لهذا النهج، والكنيسة تفقد سيطرتها بعد كل موقف للكنيسة بعيدًا عن دورها الروحي يزوِّد وعي الكثيرين، ويدركوا بأن الشباب محق، فإن معركة فصل الكنيسة عن السياسة معركة عايزة نفس طويل".

‏وانتقد آخر يُدعى ريمون ناروز، قائلًا: "الكنيسة المصرية تتعامل بمبدأ الإخوان وبتحشد الأقباط في أمريكا بأتوبيسات لاستقبال الرئيس المصري برعاية البابا تواضروس، وينوب عنة الأنبا يؤانس، وفى الآخر بنتريق على الإخوان وبنقول عليهم خرفان".

فساد القيادات الروحية
وقال كمال صباح، أحد رواد «فيس بوك»: "بمنتهى الصراحة بعد ما استمعت لفيديو الأنبا بيمن والأنبا يؤنس أقولها بمنتهى الارتياح إن كارثة الأقباط تكمن في فساد قيادتهم الروحية قبل أي شيء، سيبك بقى من أي كلام"، مشيرًا إلى أن موقفه بصفته مصريًا وضميره المسيحي يقول لن يرحب به، ولن يخرج ضده، بل سيتجاهل وجوده تمامًا، لأن الأمر غير ذي قيمة من الأساس.

واستطرد: "موقف شخصي أنا مقتنع به، لا تهاجموه حتى لا تقفوا في نفس الصف مع الإخوان، ولا ترحبوا به حتى يعرف أن تأييد الناس له كان مشروطًا بمدى التزامه بمدنية الدولة، وبإعطاء كل ذي حق حقه، ولم يكن تأييدنا له شيك على بياض".

رسالة إلى السيسي

بينما طالب المحامي كرم غبريـال، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي في رسالة للأنبا يؤانس لينقلها للرئيس، قائلًا: "برجاء التكرم بإبلاغ فخامته أن السيده سعاد سيدة الكرم لم يتم حبس متهم مجرم واحد من القائمين بتعريتها، ولم يتم حبس متهم واحد من مجرمي كوم اللوفي أو محاكمة محافظ المنيا عن جرائم التستر على المجرمين الفارين من العدالة رغم تعليمات الرئيس".

وأضاف "غبريـال" أنه لم يتم محاكمة مدير أمن المنيا عن الإهمال الجسيم أو الاشتراك والتواطؤ أو محاكمة قاتل ابن شقيق الكاهن بالمنيا، ولم يتم محاكمة قتلة كاهن العريش في أثناء خروجه من الكنيسة.

وتابع أن "إصدار قانون منع بناء الكنائس بالغش والتدليس على الكنيسة معظم مواده تعطي الحق للمحافظ في عدم إصدار ترخيص بناء إعادة تدوير شروط العزبي باشا ـــ الخط الهمايوني".

وطالب الرئيس عدم التوقيع على القانون المانع لبناء الكنائس وإعادته لمجلس النواب، والإفراج الفوري عن الراهب بولس الرياني، المحبوس ظلمًا، على حد قوله.

وتابع: "إن كان نيافتكم محرَج تطلب من فخامة الرئيس هذه المطالب المشروعة المنصفة، فكن محروجًا أيضًا من أولادك المصريين في الخارج والداخل".

الاختلاف من أجل مصر
بينما كتب الإعلامي عاطف كامل عبر حسابه على «فيس بوك» تغريدة مغايرة لموقف السابقين قائلًا: "لعل الحكمة تقتضي أن يستقبل أبناء الجالية المصرية رئيسهم بمحبة وترحاب لأنه يقود مسيرة مصر في وقت عصيب، وأخص بالذكر أبناء الجالية القبطية هناك".

وأضاف أنه "من الإنصاف أن نرجع ما يعاني منه الأقباط في مصر تراكم سنوات عديدة تعود إلى عقود وعقود، وقد ازدادت منذ دخول الوهابية في عهد السادات وتمكين الجماعات المتطرفة من مفاصل الدولة وتعميم ثقافة الكراهية وعدم قبول الآخر".

وتابع أن "الرئيس السيسي يدرك هذا، وقد نادى بتجديد الخطاب الديني أكثر من مرة، ولكن هبت رياح التخلف عليه، فأدرك أن المسألة تتطلب وقتًا، وأنه قد طلب الدواء من أصحاب الداء، دعونا نتحلى بحكمة ومحبة أكثر، دعونا نختلف من أجل مصر ولا نختلف على مصر".
الجريدة الرسمية