اليوم.. قائد القوات البحرية يرفع علم مصر على حاملة الطائرات الثانية «أنور السادات».. «ميسترال» تحمي البحرين الأحمر والمتوسط.. وتقطع الطريق على إمداد الإرهاب بالأفراد والسلاح
غادر الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية إلى فرنسا أمس، لرفع العلم المصري رسميًا، اليوم الجمعة، على حاملة الطائرات الثانية «أنور السادات» ممثلًا عن جمهورية مصر العربية بميناء سان نازير غرب فرنسا، بحضور قائد القوات البحرية الفرنسي الأميرال كريستوفر براذوك وعدد من القيادات العسكرية بين البلدين وصاحب الشركة المصنعة للميسترال، وذلك بعد تسلم مصر الحاملة الأولى «جمال عبد الناصر» خلال شهر يونيو الماضي.
ويعد امتلاك مصر لحاملتي الطائرات الفرنسية «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات»، فخرًا لكل مصري بأن تمتلك بلاده أحدث الأسلحة البحرية العملاقة في العالم في ظل التحديات الاقتصادية التي نواجهها، خاصة أن هذه القطعة البحرية تتميز بأنها تجسد التعاون بين جميع أفرع القوات المسلحة "البحرية والجوية والبرية" من خلال العمليات الحربية لأنها تستطيع صد جميع التهديدات في وقت واحد دون الانتظار للدعم من الدولة لأن بها كل الإمكانات التي تؤهلها كمركز عمليات من إدارة أعمال القتال.
تجفيف منابع الإرهاب
كما تساعد «الميسترال» في تجفيف منابع الإرهاب بالمنطقة، لأن أغلب الدعم اللوجستي للإرهابيين من السلاح والأفراد يتم عن طريق البحر سواء في ليبيا عن طريق البحر المتوسط أو في اليمن عن طريق البحر الأحمر، وامتلاك مصر للحاملتين الأولى التي دخلت الخدمة ستتمركز في البحر الأحمر، والثانية المقرر تسلمها خلال أيام سيكون مكانها البحر المتوسط، وبذلك تكون مصر مسيطرة على البحرين، وأيضًا تساعد «الميسترال» في محاربة الهجرة غير شرعية واكتشاف مراكب تهريب السلاح والمخدرات لما لها من قدرة ردارية عالية في اكتشاف الأهداف وتحديدها.
بداية الصفقة
وبدأ الحديث عن «الميسترال» في 2011، عندما طلبت روسيا من فرنسا تصنيع حاملتي طائرات من طراز «ميسترال» لصالحها، وأبرم البلدان عقدًا ينص على تسلم روسيا الحاملة الأولى في نوفمبر 2014، والثانية هذا العام بقيمة إجمالية 1.2 مليار يورو، وهو ما لم يتم بسبب الخلاف الذي اندلع بين أوروبا وروسيا بعد الأزمة الأوكرانية التي انتهت بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، وهو الخلاف الذي يُعد الأسوأ بين روسيا والغرب بعد الحرب الباردة، وهو ما دفع شركاء فرنسا لاعتبار إتمام الصفقة سيضر بجهود عزل موسكو، وهو ما أدى إلى إلغائها.
وبموجب فسخ العقد وإلغاء الصفقة فإن باريس ستدفع تعويضات لموسكو قدرها 950 مليون دولار، وهو قيمة الصفقة بين فرنسا ومصر، بالإضافة إلى أنه على الجانب الفرنسي تفكيك الأسلحة والمعدات الروسية التي ركبت على الحاملة الأولى وإعادتها إلى روسيا، وبذلك تزداد الحاجة المصرية لروسيا التي بادرت في تقديم عروض لمصر لشراء رادارات وطائرات معدات مرتبطة بـالميسترال مثل الطائرة الهليكوبتر «كا52» التي تعمل على «الميسترال».
مواصفات «الميسترال»
يبلغ طولها 199 مترًا، وعرضها 32 مترًا، وتستطيع، بحمولتها البالغة 22 ألف طن، حمل 16 طائرة مروحية و700 جندي وضابط وتظل في البحر بطاقمها لمدة 6 شهور دون تغيير وتحمل نحو 50 عربة مدرعة.
ويمكن تسليح حاملة الطائرات ميسترال، التي تبلغ سرعتها القصوى 35 كم في الساعة، بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي ورشاش عيار 12.7 ملم، كما أنها مزودة بثلاثة رادارات واحد ملاحي وثاني جو أرض وثالث للهبوط على سطح السفينة، بالإضافة إلى أن بها مستشفى ميداني لنقل ومعالجة الجرحي مجهز بأحدث الأجهزة الطبية والطواقم المتخصصة.