رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى منتجى مصر الشرفاء


ساعات قليلة ونطوى جميعاَ عام 2012 ،الذى أصابنا جميعاَ فى الوسط الفنى بإحباط طوال الوقت ، فالسينما التى على مدار سنوات طوال كانت المصدر الثانى للدخل القومى فى مصر ، وكانت تلقب بالقوى الناعمة التى تفرض على مجتمعات كثيرة طبيعة هذا البلد ، وكانت تلعب دوراَ كمرآة لمشاكل الشعب ، وبعيداَ عن حصر فوائدها فأنا أخشى عليها من الضمور الذى أصابها مؤخراَ وخصوصاَ بعد الثورة ، فلم أتوقع أن مثل هذه الصناعة العريقة فى مصر يحدث لها ما شاهدناه من إحجام معظم المنتجين عن إنتاج الافلام السينمائية ويعللون ذلك بما يحدث فى الشارع ، وأنا لست مقتنعاَ بهذه المبررات إطلاقاَ ،لأننا لو نظرنا إلى القرن الماضى وما قبله لوجدنا أن الحروب كانت السمة التى تصف حال مصر من خراب ودمار ولكن كانت هذه الصناعة تسجل مايحدث فى أعمالها وأصبحت هذه الأعمال علامات فى السينما، ولا أعلم السبب الحقيقى فى ابتعاد المنتجين عن إنتاج الأفلام رغم أننى على يقين أنه فى أحلك الظروف لم يخسر منتجى السينما نهائياَ، ولم يقتصر الأمر على السينما فقط، بل امتد لصناعة الموسيقى التى انحصرت فى  تقديم أغانى "سنجل" ذات التكلفة المنخفضة جداَ جداَ وهو مايفقدها الجودة فى الأعمال، وابتعد المطربون والمنتجون عن إنتاج الأعمال ذات التكلفة الضخمة، وكذلك الحال فى المسرح سواء القطاع العام المهمل من قبل الثورة وبعدها والخاص أيضا ومع أنهم أكثر عرضة للضرر إلا أننى أرى أن مصرلا تستحق من كل العاملين فى الوسط الفنى كل هذا الإهمال، فهناك حسابات أخرى أقتنع بها وهى على مدار سنوات كثيرة أعطت هذه البلد لهم مالا يتخيلونه، والآن هم يبخلون أن يقفوا بجوارها قليلاًَ ، وأنا لم أتوقع أن أخلاقهم تسمح لهم بوقوفهم فى صفوف المتفرجين أكثر من ذلك، وأخيراً ونحن نستقبل عاماً جديداً 2013  أقدم رسالة بهذه الكلمات إلى كل منتجى الفن فى مصر لاتتخاذلوا عن الواجب الوطنى أكثر من ذلك واجعلوا التاريخ يشهد لكم وأعيدوا هذه الصناعة مرة أخرى .


الجريدة الرسمية