رئيس التحرير
عصام كامل

الرياضة والتغذية علاج طبيعي لـ«ألزهايمر»

فيتو

يعد ألزهايمر أو الخرف من الأمراض التي تصيب المسنين ولا يزال مستعصيًا على العلاج، لكن الباحثين توصلوا وبعد سنوات من التجارب والاختبارات إلى أنه يمكن الوقاية من الخرف أو تأخير الإصابة به والتخفيف من حدته بالحركة والتغذية.

اكتشف العلماء أن الحركة تحافظ على الدماغ وقدراته، وبالتالي من يتحرك كثيرًا يقي نفسه من الإصابة بالخرف أو على الأقل خفض نسبة احتمال إصابته بهذا المرض الذي لا يزال مستعصيًا على العلاج.

وتقول البروفسورة ناديا شوت، من جامعة شتوتجارت، إن "الرياضة يمكن أن تكون مفيدة في الحفاظ على القدرات العقلية أو حتى تعزيزها، وقد تمكنا الآن من توضيح ذلك بالفعل"، وتتابع "شوت" أن التمارين الرياضية المعقدة تكون نتيجتها أفضل.

لكن هناك سؤال يشغل الباحثين، وهو كيف تؤثر الرياضة في الدماغ وما طبيعة التأثير؟ 
البروفسور جيرد كيمبرمان، الباحث في المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية، يجيب على ذلك بأن "هناك منطقة في الدماغ مسئولة عن التعلم والذاكرة، ولاحظنا تكوُّن خلايا عصبية جديدة هناك، وهذا يستمر مدى الحياة، وما يعزز ذلك هو أن الفئران نشطة جسديا وعقليًا على حد سواء".

ويؤكد "كيمبرمان" أنه كلما بدأ المرء بالحركة وممارسة الرياضة في سن مبكرة، كلما كان ذلك أكثر فعالية وجدوى من "ممارسة الرياضة في سن متأخرة كثيرًا، بعد تدهور حالة الدماغ"، لكن رغم صحة ذلك، فإن المسنين أثبتوا أنه بالإمكان فعل شيء إيجابي عند ضعف الذاكرة فعلاً، وتشير إلى ذلك "شوت" بأنه ومن خلال التجربة والتحليل لتأثير الحركة في القدرة العقلية للمسنين، تبين أن الحركة تؤثر إيجابيا في الدماغ.

صحيح أن الحركة والرياضة أثبتت فاعليتها للوقاية من الإصابة بألزهايمر، أي الخرف، لكن نمط حياة المرء وتغذيته أيضًا تؤثر في الإصابة بهذا المرض الخطير، الذي أثبتت الأبحاث الحديثة أن الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية تلعب أيضًا دورًا في الإصابة بألزهايمر حسب ما أفاد به الدكتور أوليفر بيترس، اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية، وبالتالي فإنه "يمكن لتغيير نمط الحياة أن يكون مجديًا ونافعًا".

ويشير "بيترس" إلى أنه يمكن معالجة أعراض ألزهايمر، وهناك أدوية فعالة في الصيدليات ثبتت جدواها، ولكن لا تزال الأبحاث مستمرة "للتوصل إلى أدوية تساعد على علاجه" والشفاء من المرض، ومثل الأمراض الأخرى يمكن الكشف المبكر لألزهايمر أو للمؤشرات التي تدل على الإصابة به لاحقًا، أن تقي من المرض أو على الأقل تأخير الإصابة به والتخفيف من حدته، و"التغييرات في البروتينات الموجودة في الدماغ" تعد من الدلائل التي تقود الأطباء لتخمين الإصابة بألزهايمر، حسب بيترس.

ومن هنا يؤكد المختصون أن على المرء حين يلاحظ أن ذاكرته تضعف أو لا تعمل كما يجب، عليه أن يراجع الطبيب للتشخيص والكشف المبكر للمرض والبدء بعلاجه.

ما يتناوله الإنسان لا يؤثر في معدته فقط، وإنما على أعصابه أيضًا، لذا فإن هناك أغذية يمكن أن تساعد على الوقاية من الخرف، وفي هذا السياق تعد الأحماض الدهنية غير المشبعة هي الأفضل والأكثر فعالية للإصابة بالخرف.

ويؤكد ذلك البروفسور توبياس هارتمان، اختصاصي بيولوجيا الأعصاب بجامعة زارلاند، بالإشارة إلى أهمية حموض أوميغا 3 للدماغ والتي "لا ينتجها الجسم، بل ينبغي التزود بها عن طريق تناول المواد الغذائية، فالدماغ يستخدم كمية كبيرة من حموض أوميجا 3 الدهنية لتوفير الحماية للخلايا العصبية".

ويقول زميله ماركوس غريم، الاختصاصي في الكيمياء الحيوية، إنهم تفاجئوا بأن الجسم لا يحتاج لكميات كبيرة من هذا الحمض الدهني، وإن "مائة جرام من سمك السلمون تحتوي على جرام واحد أو اثنين من حموض أوميجا 3 الدهنية، وهي كافية للوقاية من مرض ألزهايمر".

كما توصل الباحثون إلى أن ما يضر القلب، يضر الدماغ أيضًا، وبالتالي فإن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يزيد من خطر الإصابة بألزهايمر أيضًا، ويؤكد ذلك "جريم" بالقول إن "هناك الدهون السلبية أيضًا مثل حموض الدهون غير المشبعة التي تزيد من نسبة الإصابة بألزهايمر".

واكتشف الباحثون وجود مادة خاصة في الكوليسترول النباتي، وخاصة في الباذنجان والكوسا والأفوكادو، تسمى «ستيجماستيرول»، يكون لها تأثير إيجابي في الدماغ، كما تحتوي حبوب قمح الجاودار وفول الصويا والحنطة أيضًا على هذه المواد النباتية الوقائية، فجميع هذه المواد الغذائية لها القدرة على حماية الدماغ.

وينصح الباحثون بأن يعتمد المرء نظامًا غذائيًا وقائيًا للمخ في سن مبكرة جدًا، وبالتالي عليه التقليل من اللحوم والإكثار من تناول الخضار وعدم نسيان تناول السمك وخاصة السلمون، كما يمكن لمن تجاوز الستين من العمر تناول مكملات غذائية (كبسولات) تحتوي على أوميجا 3.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية