رئيس التحرير
عصام كامل

العشماوى:لا خلود لأحكام الشريعة 2


أسقط المستشار «محمد سعيد العشماوي» حد الردة وقال إنه ليس من الإسلام ، وخصص كتابه «الإسلام السياسي» للدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، مدعيًا «أن الرسول صلى الله عليه وسلم» حينما ساس أمور الإسلام فى عهده إنما كان ذلك بالوحي. بخلاف ما سيأتى بعده من الحكومات التى ينبغى ألا تكون دينية!! .


ومما قاله فى هذا الكتاب : إن تاريخ الإسلام تاريخ دموى قمعي! وأن الفقه الإسلامى يخلو من أى نظرية سياسية أو نظام سياسي، وأن الغالب على اعتناق الناس الآن «إسلام البداوة» ، لا «إسلام الحضارة»، إضافة إلى تهجمه المتكرر على دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية .

كما طعن العشماوى فى أبى بكر –رضى الله عنه- بأنه اغتصب حقوق النبى «صلى الله عليه وسلم» عندما طلب من المرتدين أداء الزكاة «التى يسميها العشماوى الإتاوة أو الجزية» ، وأن طلب الزكاة من المسلمين –فى زعمه- خاص بالنبى «صلى الله عليه وسلم» مقابل صلاته عليهم !!

ولمز وتهجم العشماوى لأجل هذا على أبى بكر –رضى الله عنه- متهما إياه بالديكتاتورية والتسلط … بل قال: «وقد سوغ تصرف الخليفة الأول أبى بكر الصديق لكل خليفة وأى حاكم أن يستقل بتفسيره الخاص لآيات القرآن، ثم يفرضه بالقوة والعنف على المؤمنين، ويجعل من رأيه الشخصى حكما دينيا، ومن فهمه الفردى أمرًا شرعيًا» ! ثم قال : «لقد قنن الخليفة الأول بحروب الصدقة إشهار سيوف المسلمين على المسلمين».

لم يقتصر العشماوى على الطعن فى أبى بكر – رضى الله عنه - بل تعداه إلى الطعن فى عثمان وعلى – رضى الله عنهما -، حيث قال: « ولم يقتصر الفساد على عهد عثمان وعلى ـ الأمويين وحدهم، بل حدث كذلك فى عهد على بن أبى طالب. وقال: «وفى عهد عثمان بن عفان حدث فساد كثير».

وادعى أن الصحابة –رضى الله عنهم- كان هدفهم الملك والرياسة، كما ذمّ معاوية –رضى الله عنه- ذمًا شديدًا.

يعتقد العشماوى أن أحكام الشريعة فى المعاملات مؤقتة، لا استمرار لها ولا خلود بقوله: «إن المؤبد فى أحكام القرآن ما تعلق منها بالعبادات، أما أحكام المعاملات فهى وقتية ، وأباح الربا فى كتابه «الربا والفائدة فى الإسلام»،

نقد الكاتب أحمد أبوعامر آراء العشماوى وقال : «من خلال اطلاعى على معظم ما كتبه العشماوى تبين لى أن سمات فكره ما يلي:

ـ نشأته الصوفية لها دور فى ترسيخ التوجه العلمانى الذى تنامى بدراساته وتخصصه القانوني.

ـ ثقافته الغربية واطلاعه على تراثها ولا سيما دور الكنيسة وتسلطها جعله يرى الإسلام كالنصرانية، وهذا وهم وخطل .

ـ تبنى الفكر العلمانى والترويج له حتى صار من أبرز رموزه ممن يحاولون هدم الإسلام من الداخل.

ـ يتظاهر بالفقه فى العلوم الشرعية ويدّعى أنه عالم مجتهد، وهو فى ذلك مدّعٍ، والدليل مصادمة آرائه للشرع وأدلته.

ـ يهاجم مخالفيه فى الفكر بأسلوب هابط ولا يتورّع عن الطعن فى الصحابة والعلماء واتهامهم بالجهل والغباء والخداع.

ـ عدم موضوعيته وبعده عن المنهج العلمى فى دراسته، إذ إن جُلّ آرائه بعيدة عن الصواب ومخالفة للصحيح وابتداع لا يُعضّده دليل مُعتبر.

ـ يستغل معرفته وتجاربه فى القضاء والمحاكم وما يقابله من صور اجتماعية للمسلمين ويزعم أنها تمثل الإسلام، ويدعو إلى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية ويتهم الدعاة لها بالإرهاب وأنهم دعاة فتنة.

ـ يتبنى الطروحات الاستشراقية ضد الإسلام وشريعته ويُلبسها ثوبًا محليًا، ومن أخطر مزاعمه المنقولة عن غيره أن الشريعة الإسلامية متأثرة بالقانون الروماني، وهذا كذب صريح وادعاء باطل ناقشه العلماء المسلمون بل بعض المستشرقين وبينوا بطلانه ...ونكمل غدًا.

الجريدة الرسمية