بالفيديو.. دنماركيون يكرمون سائقا صوماليا داخل أتوبيس في عيد ميلاده
لم يكن "مختار" ذلك الشاب الصومالي الذي يقود أتوبيسا في شوارع الدنمارك لتوصيل الناس إلى حيث يريدون، يتوقع أن عمله سيكون لها تأثير في سكان الدنمارك، الذين قاموا بتكريمه في عيد ميلاده، واستقبلوه بلافتات الترحيب والتهليل باسمه في شوارع الدنمارك، ولم يحول إسلامه دون الاعتراف بحب أهل الدنمارك له.
الكاتبة فاطمة ناعوت تفاعلت مع ما قام به أهالي الدنمارك بتكريمهم لمختار، السائق الصومالي، فقامت بنشر قصته مع أهل الدنمارك وبثت فيديو لاحتفال الدنماركيين بمختار، واستقباله لمشاعر الدنماركيين بالبكاء فرحًا.
وكتبت فاطمة ناعوت تدوينة على "فيس بوك" قالت فيها: "شوارع الدنمارك المنظّمة النظيفة، باص يقوده صوماليٌّ أسود اسمه مختار. توقف الباص في محطة، فصعد رجلٌ يحمل "ساكس"، وراح يعزف لحن عيد الميلاد، وشرعت سيدةٌ في الغناء. وسرعان ما شاركها الركّاب. اندهش السائق. عيد ميلاد في الباص؟! يا المجانين! في المحطة التالية، حشد من البشر يقطعون الطريق، حاملين لافتات وأعلامًا ملونة عليها عبارة: عيد ميلاد سعيد يا مختار. الدهشة التي ارتسمت على وجهه، وشهقة عدم التصديق، تقفُ دونها الكلمات، مهما بلغتْ من بيان وتبيين".
وقالت: "لا بد أن تشاهدوها بأنفسكم، مثلي، لكي يصلكم الفرحُ الذي غمر قلب عامل بسيط يكدّ من أجل الخبز، في بلاد جادّة لا مكان فيها لخامل أو لعاطل".
وأضافت فاطمة ناعوت: "الحكاية باختصار أن اليوم عيد ميلاده. وشأن كل الكادحين في العالم، لم يتذكر الرجلُ. وإن تذكّر ما الفرق؟ ارتدى زيّه الأزرق، وخرج الصبحَ إلى عمله ككل يوم. ربما حتى دون أن يهنئه أحد من أفراد أسرته: كل سنة وأنت طيب، هذا، إن كان اصطحب أسرته معه في الغربة. لكن مؤسسة النقل العام، التي يعمل بها، قررت أن تجلب الفرح إلى قلبه، وتحتفل به على نحو مبتكر، على الطريق! راوغ عينيه الدمعُ، بينما يعانقه رؤساؤه وزملاؤه السائقون، وسط المارّة والركّاب الذين يلوحون بالرايات الملونة التي تحمل اسمه العربي، المسلم: مختار".