رئيس التحرير
عصام كامل

بعد العيد


قبل العيد بأيام توجهت إلى عدة مصالح حكومية لتخليص عدد من المصالح الخاصة، وذلك بعد أن حصلت على يوم إجازة من عملى، ولكن للأسف لم أستطع إنهاء أمورى ولم أسمع سوى عبارة "انتظر لبعد العيد" أو "مفيش عمل إلا بعد العيد علشان الناس مسافرة " أو "كل سنة وانت طيب بعد العيد تشرفنا".. ويقولها الموظفون بنفس الابتسامة  الصفراء التي تثير الزائرين الذين يريدون قضاء أي مصلحة.


المشكلة أن المواطنين أصبحوا لا يريدون التعامل مع موظفى المصالح الحكومية إذ أن زيارة واحدة لها كفيلة أن تترك أثرا سلبيا تجعلك تعانى منه أياما بعد الزيارة.

بالطبع لا يمكن تعميم هذا على كل الموظفين في الدولة طبعا وإلا كنا ظلمنا الناس جميعا إذ إن هناك كثيرين شرفاء يراعون ضميرهم في العمل بكل اتقان وحرفية، ولكن كما يقول المثل الشعبى "السيئة تعم والحسنة تخص" أصبح عنوان المصالح الحكومية هو اللامبالاة بالمواطنين وظروفهم.

ماذا حدث لنا؟ إذ تحول البعض إلى نماذج لا نعرفها في مجتمعنا لايريدون العمل ويقضون وقتهم ما بين الإنترنت والإفطار والوضوء والصلاة والحمام والغذاء وللأسف عندما تسأل أين الموظف يكن الرد انتظر قليلا.

الجهاز الحكومى وصل إلى مرحلة تدعو إلى ضرورة البحث فيها ومعرفة الأسباب التي جعلت بعض الموظفين يتبلدون إلى درجة لا يمكن أن نتصور كم التحمل الذي يتحمله الموظف بثبات وقدرة فائقة عندما يرى كل هذه العيون واقفة طابور أمام مكتبه وهو يقوم بإرسالهم إلى منازلهم مرة أخرى بدون أن يقضى لهم مصلحتهم التي هي من صميم عمله، وإذا به يواجه ذلك بثقة في النفس وتقمص السلطة التي لا أعرف من أين يستمدها.

إننا أمام موظف يقول للمواطنين انتظروا بعد العيد وذلك قبل العيد بأسبوع، حيث يؤجل العمل وهو متخيل أنه يحكم في عزبة خاصة به وليس نظاما وجهازا حكوميا.

إلى كل مسئول عن الجهاز الحكومى إلى متى سيظل زيارة أي مصلحة حكومية بعبع يحاول المواطن التخلص منه؟
الجريدة الرسمية