«كلمة ومعنى».. تحل من على حبل المشنقة
في كلامنا اليومي إذا وصف أحدهم امرأة بأنها "تحل من حبل المشنقة" فإن ذلك يعني من دون لبس أنها جميلة جدا، وهو المعنى الحسي للكلمة، فما هو الأصل في هذا الوصف على الجميلات ؟
ذكر المؤرخ يوسف زيدان في كتابه "كلمات.. التقاط الألماس من كلام الناس" أنه في الزمن المملوكي من تاريخ مصر، كان الفساد يعم البر والبحر، وكان المماليك منعزلين عن جمهور المصريين يحكمونهم ولايختلطون بهم.
ونظرًا لأن حكام هذا الزمان كانوا رجالا، مثلما هو الحال الآن، فقد كان للنساء نصيب كبير ودور حيوي في تيسيير الأمور والاطلاع على خوافيها، والمقصود هنا بالطبع النساء الجميلات، اللواتي كن يتألقن بأنوثتهن، ويتعلمن من الرقص والغناء وفنون أخرى ما يضمن لهن مكانة عند الحاكم ومكانًا في قصره، ومن هنا، لازلنا نسمي الراقصات الخليعات بأنهن عوالم، ونسمي الواحدة منهن عالمة، لأنهن دائما وأبدًا العالمات ببواطن الأمور.
وهكذا صار للمرأة الجميلة بحسب درجة جمالها وطغيان أنوثتها، حقها في الوساطة وتكريس الفساد العام، فهذه المرأة جميلة بحيث يمكن أن يقبل منها الحاكم الواسطة في أحد المغضوب عليهم، وهذه امرأة أجمل بحيث يمكن أن تتوسط بجمالها وتبذله من أجل إخراج مسجون، وهذه فائقة الجمال حتى إنها تستطيع سلب عقل الحاكم وإيقاف عمل السياف وتحل حبل المشنقة من حول عنق المحكوم عليه بالإعدام.. ومن هنا خرجت جملة "تحل من على حبل المشنقة".